لكن في أحد الطريقين خلف بن محمد بن إسماعيل، وهو ساقط الحديث؛ كما تقدم عن الحاكم في الحديث (٤٢٢)، وقد أخرجه من هذه الطريق أبو بكر المقري الأصبهاني في الفوائد (١٢/ ١٩٢)، وأبو أحمد البخاري في جزء من حديثه (١/ ٢).
وفي الطريق الأخرى أيوب البختري، واسمه: وهب بن وهب؛ وضَّاع مشهور.
وأخرجه أيضًا ابن عدي في الكامل (٥/ ٤٦٢) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، عن عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زاذان عن أم سعد بنت زيد بن ثابت عن أبيها.
قلت: وهذا ضعيف من وجهين:
الأول: عنبسة بن عبد الرحمن. قال عنه أبو حاتم: كان يضع الحديث، وقال أبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين: لا شيء. وقال الدارمي عن يحيى بن معين: لا أعرفه، وقال ابن الجنيد عنه: ضعيف الحديث ليس بشيء وقال الدوري عنه: ليس حديثه بشيء.
وقال البخاري: متروك.
وقال أبو داود، والنسائي، والدارقطني: ضعيف، وقال النسائي في موضع آخر: متروك وقال الترمذي: يضعف، وقال أبو الفتح الأزدي: كذاب، وقال ابن حبان: هو صاحب أشياء موضوعة لا يحل الاحتجاج به. وانظر: تهذيب الكمال (٢٢/ ٤١٨).
وقال ابن عدي: وعنبسة هذا له غير ما ذكرت من الحديث منكر الحديث.
الثاني: عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، قال عنه ابن عدي: لا بأس به؛ إلا أنه يحدث عن قوم مجهولين بعجائب، وتلك العجائب من جهة المجهولين.
والحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات (٢/ ٢٧٢). وقال:
لا يصح، عنبسة ليس بشيء، وعثمان لا يحتج به.
وانظر: الضعيفة (٤٣٥). وكذا ضعيف الجامع (٢٧٢٢، ٣٢٨٨)، وأورده أيضًا ابن عراق في تنزيه الشريعة (٢/ ٢١٠).