من أتباع المسيح، مما اضطر بطرس لإنكار ذلك ثلاث مرات.
وتتفق الأناجيل في أنه تعرفت عليه في المرة الأولى جارية، وتختلف في تحديد المكان الذي تعرفوا فيه على بطرس، فيذكر متى ويوحنا أنه كان حينذاك خارج الدار "٦٩ أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِسًا خَارِجًا فِي الدَّارِ، فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً: "وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيليِّ! "."(متى ٢٦/ ٦٩، ٧٥).
وذكر مرقس ولوقا أنه كان داخل الدار يستدفئ من البرد، يقول مرقس:"٦٦ وَبَيْنَمَا كَانَ بُطْرُسُ فِي الدَّارِ أَسْفَلَ جَاءَتْ إِحْدَى جَوَارِي رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. ٦٧ فَلَما رَأَتْ بُطْرُسَ يَسْتَدْفِئُ، نَظَرَتْ إِلَيْهِ وَقَالتْ: "وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ! ""(مرقس ١٤/ ٦٦).
وفي لوقا:"٥٥ وَلمَّا أَضْرَمُوا نَارًا فِي وَسْطِ الدَّارِ وَجَلَسُوا مَعًا، جَلَسَ بُطْرُسُ بَيْنَهُمْ. ٥٦ فَرَأَتْهُ جَارِيَةٌ جَالِسًا عِنْدَ النَّارِ فَتَفَرَّسَتْ فيه وَقَالتْ: "وَهذَا كَانَ مَعَهُ! "."(لوقا ٢٢/ ٥٥ - ٥٦)، فهل كان بطرس داخل الدار أم خارجها؟
كما نلحظ اختلافًا ثانيًا بين الأناجيل في الفعل الذي كان يصنعه بطرس حين تعرفت الجارية عليه، فقد ذكر الإنجيليون الثلاثة أنه كان جالسًا عند النار يستدفئ، فخالفوا يوحنا الذي أخبرنا أن الجارية تعرفت عليه عند البوابة، فهذه الجارية مسئولة عن البوابة، وقد صرح به يوحنا حين أخبرنا أن تلميذًا من تلاميذ المسيح توسط لبطرس عند رئيس الكهنة ليدخله إلى الدار، "١٧ فَقَالتِ الْجَارِيَةُ الْبَوَّابَةُ لِبُطْرُسَ: "أَلَسْتَ أَنْتَ أَيْضًا مِنْ تَلَامِيذِ هذَا الإِنْسَانِ؟ " قَال ذَاكَ: "لَسْتُ أَنَا! "."(يوحنا ١٨/ ١٧)، إذًا اكتشف أمر بطرس عند البوابة، خلافًا لما ذكره الإنجيليون الثلاثة الذين أخبرونا بأنه كان جالسًا عند النار.
٦ - من الذي تعرف على بطرس في المرة الثانية والثالثة؟
وأما المرة الثانية، فقد تعرفت عليه حسب مرقس نفس الجارية التي تعرفت عليه في المرة الأولى، يقول:"٦٩ فَرَأَتْهُ الْجَارِيَةُ أَيْضًا وَابْتَدَأَتْ تَقُولُ لِلْحَاضِرِينَ: "إِنَّ هذَا مِنْهُمْ! ""(مرقس ١٤/ ٦٩).
ولكن حسب متى فإن الذي تعرف عليه جارية أخرى غير الأولى "٧١ ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى الدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى، فَقَالتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ: "وَهذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ! ""(متى ٢٦/ ٧١).