للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويخالفهما جميعًا لوقا الذي ذكر أن الذي تعرف عليه هذه المرة رجل من الحضور وليس جارية، فيقول: "٥٨ وَبَعْدَ قَلِيل رَآهُ آخَرُ وَقَال: "وَأَنْتَ مِنْهُمْ! " فَقَال بُطْرُسُ: "يَا إِنْسَانُ، لَسْتُ أَنَا! "" (لوقا ٢٢/ ٥٨).

ويحاول يوحنا الخروج من الخلاف والجمع بين الأقوال المتناقضة للثلاثة الذين سبقوه، فيستعير قصة الإنكار الثالث لبطرس حين أشار جمع إليه، فيجعلها في الإنكار الثاني، فيقول: "٢٥ وَسِمْعَانُ بُطْرُسُ كَانَ وَاقِفًا يَصْطَلي. فَقَالوا لَهُ: "أَلَسْتَ أَنْتَ أَيْضًا مِنْ تَلَامِيذهِ؟ " فَأَنْكَرَ ذَاكَ وَقَال: "لَسْتُ أَنَا! "." (يوحنا ١٨/ ٢٥).

وهذه الصيغة في التعرف على بطرس بواسطة الجموع ذكرها مرقس ومتى في سياق الإنكار الثالث، حيث يقول مرقس: "٧٠ فَأَنْكَرَ أَيْضًا. وَبَعْدَ قَلِيل أَيْضًا قَال الْحَاضِرُونَ لِبُطْرُسَ: "حَقًّا أَنْتَ مِنْهُمْ، لأَنَّكَ جَلِيليٌّ أَيْضًا وَلُغَتُكَ تُشْبِهُ لُغَتَهُمْ! ". ٧١ فَابْتَدَأَ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: "إِنِّي لَا أَعْرِفُ هذَا الرَّجُلَ الَّذِي تَقُولُونَ عَنْهُ! "" (مرقس ١٤/ ٧٠ - ٧١).

وكذا ذكرها متى في الإنكار الثالث، فقال: "٧٣ وَبَعْدَ قَلِيل جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالوا لِبُطْرُسَ: "حَقًّا أَنْتَ أَيْضًا مِنْهُمْ، فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ! " ٧٤ فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: "إِنِّي لَا أَعْرِفُ الرَّجُلَ! "" (متى ٢٦/ ٧٣ - ٧٤).

وأما لوقا ويوحنا فجعلا المتعرف على بطرس هذه المرة (الثالثة) رجل واحد، وليس مجموعة من الموجودين في المحكمة، يقول لوقا: "٥٩ وَلمَّا مَضَى نَحْوُ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ أَكَّدَ آخَرُ قَائِلًا: "بِالْحَقِّ إِنَّ هذَا أَيْضًا كَانَ مَعَهُ، لأَنَّهُ جَلِيليٌّ أَيْضًا! ". ٦٠ فَقَال بُطْرُسُ: "يَا إِنْسَانُ، لَسْتُ أَعْرِفُ مَا تَقُولُ! "." (لوقا ٢٢/ ٥٩ - ٦٠).

ويصادق على كلامه يوحنا، فيذكر أن هذا الرجل أحد عبيد رئيس الكهنة "٢٦ قَال وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَهُوَ نَسِيبُ الَّذِي قَطَعَ بُطْرُسُ أُذْنَهُ: "أَمَا رَأَيْتُكَ أَنَا مَعَهُ فِي الْبُسْتَانِ؟ " ٢٧ فَأَنْكَرَ بُطْرُسُ أَيْضًا." (يوحنا ١٨/ ٢٦).

فهل الذي تعرف على بطرس في المرة الثانية نفس الجارية؟ أم جارية أخرى؟ أم رجل؟

<<  <  ج: ص:  >  >>