للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استخرجت من البحر؟ ! كان (موريس بوكاي) يُعد تقريرًا نهائيًا عما كان يعتقده اكتشافًا جديدًا في انتشال جثة فرعون من البحر وتحنيطها بعد غرقه مباشرة، حتى همس أحدهم في أذنه قائلًا: لا تتعجل فإن المسلمين يتحدثون عن غرق هذه المومياء، ولكنه استنكر بشدة هذا الخبر واستغربه، فمثل هذا الاكتشاف لا يمكن معرفته إلا بتطور العلم الحديث وعبر أجهزة حاسوبية حديثة بالغة الدقة، فقال له أحدهم: إن قرآنهم الذي يؤمنون به يروي قصة عن غرقه وعن سلامة جثته بعد الغرق، فازداد ذهولًا وأخذ يتساءل: كيف يكون هذا؟ وهذه المومياء لم تكتشف أصلًا إلا في عام (١٨٩٨) ميلادية أي: قبل مائتي عامٍ تقريبًا، بينما قرآنهم موجود قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام؟ ! وكيف يستقيم في العقل هذا والبشرية جمعاء وليس العرب فقط لم يكونوا يعلمون شيئًا عن قيام قدماء المصريين بتحنيط جثث فراعنتهم إلا قبل عقود قليلة من الزمان فقط؟

جلس (موريس بوكاي) ليلته محدقًا بجثمان فرعون يفكر بإمعان عما همس به صاحبه له من أن قرآن المسلمين يتحدث عن نجاة هذه الجثة بعد الغرق، بينما كتابهم المقدس (إنجيل متى ولوقا) يتحدث عن غرق فرعون أثناء مطاردته لسيدنا موسى - عليه السلام - دون أن يتعرض لمصير جثمانه البتة. . . وأخذ يقول في نفسه: هل يعقل أن يكون هذا المحنط أمامي هو فرعون مصر الذي كان يطارد موسى؟ ! وهل يعقل أن يعرف محمدُهم هذا قبل أكثر من ألف عام وأنا للتو أعرفه؟ !

لم يستطعْ (موريس) أن ينام، وطلب أن يأتوا له بالتوراة فأخذ يقرأ في سفر الخروج من التوراة قوله: (فَرَجَعَ الْمَاءُ وَغَطَّى مَرْكَبَاتِ وَفُرْسَانَ جَمِيعِ جَيْشِ فِرْعَوْنَ الَّذِي دَخَلَ وَرَاءَهُمْ فِي الْبَحْرِ. لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ وَلَا وَاحِدٌ) (الخروج: ١٤/ ٢٨)، وبقي (موريس بوكاي) حائرًا، حتى الإنجيل لم يتحدث عن نجاة هذه الجثة وبقائها سليمة بعد أن تمت معالجة جثمان فرعون وترميمه أعادت فرنسا لمصر المومياء بتابوت زجاجي فاخر يليق بمقام فرعون،

<<  <  ج: ص:  >  >>