قال ابن كثير: قوله تعالى: {وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} برسلهم وأرادوا إخراجهم من بلادهم؛ فمكر الله بهم وجعل العاقبة للمتقين كقوله: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (٣٠)} [الأنفال: ٣٠].
وقوله تعالى: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (٥٠) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (٥١)} [النمل: ٥٠، ٥١]، {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا}(النمل: من الآية ٥٢) الآيتين، وقوله:{يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ}[الرعد: ٤٢]، أي أنه تعالى عالم بجميع السرائر والضمائر، ويجزي كل عامل بعمله وسيعلم الكافر، والقراءة الأخرى: الكفار لمن عقبى الدار، أي لمن تكون الدائرة والعاقبة لهم أو لأتباع الرسل، كلا بل هي لأتباع الرسل في الدنيا والآخرة ولله الحمد والمنة. (١)