للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى إنجيل آخر. . يوجد قوم يريدون أن يحولوا إنجيل المسيح. ." (غلاطية ١/ ٦ - ٨).

فهو يتحدث عن إنجيل حقيقي يتركه الناس إلى إنجيل آخر مزور.

ومثله قول بولس: "بل نتحمل كل شيء، لئلا نجعل عائقًا لإنجيل المسيح. . أمر الرب أن الذين ينادون بالإنجيل، من الإنجيل يعيشون". (كورنثوس (١) ٩/ ١٢ - ١٤).

ويقول متوعدًا: "الذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع، الذين سيعاقبون بهلاك أبدي".

وفي الأناجيل الأربعة وسفر أعمال الرسل حديث عن إنجيل حقيقي من ذلك:

ورد في إنجيل متى (وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم، يكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب) (متى ٤: ٢٣).

يكرز: يذيع البشارة علانية، وبشارة الملكوت الأخبار السارة عن ملكوت السموات، والبشارة: أي الخبر المفرح.

فإذا كان المسيح - عليه السلام - كرز أي يذيع البشارة علانية، وأن البشارة هي الأخبار السارة فمعنى ذلك أنَّه يبشر ويتلو كتابًا ولا يخفى أن الكتاب المنزل عليه هو الإنجيل، إذا فهذه إشارة قد تكون خفية على وجود إنجيل أصلي كان يبشر به عيسى - عليه السلام -.

ومثل ذلك أيضًا في إنجيل مرقس على لسان المسيح حين بدأ يعلن دعوته (جاء يسوع على الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله، ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل) (١: ١٤ - ١٥).

وفي أعمال الرسل أن بطرس قام وقال: "أيها الرجال الإخوة: أنتم تعلمون أنَّه منذ أيام قديمة اختار الله بيننا أنَّه بفمي يسمع الأمم كلمة الإنجيل، ويؤمنون" (أعمال ١٥/ ٧).

أي إنجيل هذا الذي أشار إليه بطرس، وعلى ما نستطيع أن نقطع به، لم تكن على الأقل كل الأناجيل المتداولة قد كتبت عندما قال بطرس هذا الكلام، ثمَّ ما معنى أن الله قد اختار أنَّه بفمه يسمع الأمم كلمة الإنجيل - وبطرس بالذات - يسمع الأمم كلمة الإنجيل، ويؤمنون به، ثمَّ لا نجد بين الأناجيل المتداولة إنجيلًا منسوبًا لبطرس رغم أنَّه

<<  <  ج: ص:  >  >>