للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: ١٠٣).

وحبل الله كتابه كما فسره النبي - صلى الله عليه وسلم -، إلى غير ذلك من نصوص الكتاب.

ومن عناية الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالدعوة إلى اجتماع كلمة المسلمين وتحذيرهم عن التفرق أحاديث كثيرة، منها على سبيل المثال: عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ قَال: خَطَّ لَنَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خَطًّا ثُمَّ قَال: "هَذَا سَبِيلُ الله، ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَال: هَذِهِ سُبُل قَال يَزِيدُ مُتَفَرِّقَةٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} (١).

عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أوصِيكُمْ بِتَقْوَى الله وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ المهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالةُ" (٢).

وقد أوصى الرسول - صلى الله عليه وسلم - حذيفة عند ظهور الخلاف والافتراق في الدين بقوله: "تَلْزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ" قال حذيفة: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ؟ قال: "فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الموْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ" (٣).

ونختم بهذا الكلام القيم الذي ذكره الشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي يبين فيه فضل هذا الدين قال:

١ - لا يوجد دين من الأديان يؤاخي العقل والعلم في كل ميدان إلا الإسلام.

٢ - ولا يوجد دين روحي مادي إلا الإسلام.


(١) حسن. أحمد (١/ ٤٣٥)، الدارمي (٢٠٢)، الطيالسي (٢٤٤)، وابن حبان في صحيحه (٦)، وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح (١٦٦).
(٢) حسن أبو داود (٤٥٩٩)، والترمذي (٢٦٧٦)، وأحمد (٤/ ١٢٦).
(٣) البخاري (٣٦٠٦)، مسلم (١٨٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>