للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأُمَمِ وَالْقَبَائِلِ وَالشُّعُوبِ وَالأَلْسِنَةِ، وَاقِفُونَ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ، مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ وَفِي أَيْدِيهِمْ سَعَفُ النَّخْلِ وَهُمْ يَصْرُخُونَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ: "الْخَلَاصُ لإِلهِنَا الجالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَللْخَرُوفِ". وَجَمِيعُ الملَائِكَةِ كَانُوا وَاقِفِينَ حَوْلَ الْعَرْشِ، وَالشُّيُوخِ وَالحْيَوَانَاتِ الأَرْبَعَةِ، وَخَرُّوا أَمَامَ الْعَرْشِ عَلَى وُجُوهِهِمْ وَسَجَدُوا لله قَائِلِينَ: "آمِينَ! الْبَرَكَةُ وَالمجْدُ وَالحكْمَةُ وَالشُّكْرُ وَالْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ وَالْقُوَّةُ لإِلهِنَا إِلَى أَبَدَ الآبِدِينَ. آمِينَ! " (الرؤيا ٧/ ٩ - ١٢)، فهل الرب محتاج للخلاص؟ وممن؟ ومن الذي سيخلصه؟ أولا توجد طريقة أفضل للرمز على الإله المعبود؟ . (١)

٥ - ويتحدث العهد الجديد عن جهالة لله وضعف، ولكن جهالته أكثر حكمة من الناس، وكذا ضعفه أقوى من الناس، وذلك في قول بولس: "لأَنَّ جَهَالةَ الله أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ الله أَقْوَى مِنَ النَّاسِ! " (كورنثوس (١) ١/ ٢٥).

ولا يقبل بحال أن يقال عن الله العظيم أن له ضعفًا أو جهالة، بل هو القوي العزيز الحكيم العليم.

٦ - ينسب العهد الجديد إلى المسيح سباب إخوانه من الأنبياء وتشبيههم باللصوص والسراق، واتهامهم بعدم الحرص على هداية أقوامهم، فيقول يوحنا: "فَقَال لهمْ يَسُوعُ أيضًا: "الحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي أَنَا بَابُ الخرَافِ. جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ، وَلكِنَّ الخرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ. أَنا هُوَ الْبَابُ. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى. السَّارِقُ لَا يَأْتِي إِلَّا لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَليَكُونَ لهمْ أَفْضَلُ. أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الخرَافِ. وَأَمَّا الَّذِي هُوَ أَجِيرٌ، وَلَيْسَ رَاعِيًا، الَّذِي لَيْسَتِ الخرَافُ لَهُ، فَيَرَى الذِّئْبَ مُقْبِلًا وَيَتْرُكُ الخرَافَ وَيَهْرُبُ، فَيَخْطَفُ الذِّئْبُ الخرَافَ وَيُبَدِّدُهَا." (يوحنا ١٠/ ٧ - ١٢).

ومن المحال أن يسطر الله في وحيه مثل هذه الإساءات لمقامه العظيم، وكذا لكتبه ورسله.


(١) هل العهد الجديد كلمة الله (١١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>