للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيتبعون أحسنه، والذين تلين قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق.

أما من يحتاج فهمه إلى مناظرة وجدال فليكن بالوجه الحسن برفق ولين وحسن خطاب، كما قال الله تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} (العنكبوت: ٤٦).

وهذه الأساليب الثلاثة، أهم أساليب الدعوة التي لا يخرج عن نطاقها والتأثر بها من المدعوين إلا من قال الله تعالى فيهم: {وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا} (الأعراف: ١٤٦).

هـ) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهو من أوصاف الأمة الإسلامية التي استحقت بها الخيرية على الأمم، كما قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ (١١٠)}.

وقد استحق بنو إسرائيل اللعن بتركهم لهذه الشريعة، قال الله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (٧٨) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (المائدة: ٧٨ - ٧٩).

ومنهاج الإسلام فيه منهاج الوسط والاعتدال، ، ومراعاة الاستطاعة والقدرة. ولقد كانت حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - هي المنهاج العملي للوسطية في الدعوة إلى الله، وعلى سيرته سار الخلفاء الراشدون، والتابعون لهم بإحسان.

والأمثلة على ذلك كثيرة، فمنها حديث المسيء صلاته لما صلى الرجل عدة مرات، والنبي يقول له في كل مرة "ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ" ثم علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - كيفية الصلاة (١).

وأيضًا حديث معاوية بن الحكم السلمي لما تكلم في الصلاة وعلَّمه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - "إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ ما يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ" (٢).


(١) البخاري (٧٥٧)، مسلم (٣٩٧).
(٢) مسلم (٥٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>