سرده لقصتي إبراهيم ويوسف، عليهما السلام، دون أن يضيف اسمًا آخر إلى لقبه هذا. (التكوين (١٢: ١٤ - ٢٠)، (٣٩: ١)، (٤٠: ٢ - ٢١)، (٤١: ٤٦)، (٤٢: ١٥)، (٤٧: ١ - ٤٦)، (٥٠: ٤ - ٧).
بيانه: ويرى الأستاذ حبيب سعيد أن هذه إنها كانت هي العادة المتبعة في القرنين التاسع عشر والثامن عشر قبل الميلاد، أما في عهد (سليمان)(٩٦٥ - ٩٢٢ ق. م) فقد جرت العادة أن تضاف كلمة (ملك مصر) إلى لقب (فرعون) أو اسم فرعون نفسه - كما في سفر الملوك الأول.
والرأي عندنا أن الأمر غير ذلك تمامًا -كما سوف نرى حالًا- وإن كان من الأفضل هنا، أن نشير -قبل أن نتعرض للقب (فرعون) بالمناقشة- إلى أن القرآن الكريم قد حرص في سرده لقصة يوسف الصديق - عليه السلام - الذي عاش في مصر أيام الهكسوس - على أن يلقب حاكم مصر الذي عاصره بلقب (الملك) بينما حرص على أن يلقب حاكم مصر الذي عاصر موسى الكليم - عليه السلام - بلقب (فرعون).
ومن المعروف تاريخيًا أن كلمة (فرعون) في صيغتها المصرية (بر- عو) أو (بر- عا) إنما كانت تعني- بادئ ذي بدء- (البيت العالي) أو (البيت العظيم) وهي طريقة من الطرائق الكثيرة التي كانت تشير إلى القصر الملكي وليس إلى ساكنه- ثم حدث خلال عصر (تحوتمس الثالث)(١٤٩٠ - ١٤٣٦ ق. م) أن الاصطلاح (بر- عو)(أو فرعون) إنما بدئ في إطلاقه على الملك نفسه وانطلاقًا من هذا، فإن إطلاق كلمة أو لقب (فرعون) على ملك مصر قبل عصر (تحوتمس الثالث) إنما يعد خطًا في تسلسل تواريخ الأحداث حيث أصبحت لفظة (فرعون) تعبيرًا محترمًا، يقصد به الملك نفسه منذ هذه الفترة من عصر الأسرة الثامنة عشرة وعلى أي حال فإن استعمال لقب (فرعون) إنما يبدو مؤكدًا منذ أيام (إخناتون)(١٣٦٧ - ١٣٥٠ ق. م) حيث يشير (سير أن جاردنر) العالم الحجة في اللغة المصرية القديمة - إلى أن هناك خطابًا من عهد (إخناتون) استعمل فيه لقب (فرعون) بالنسبة إلى ملك مصر (إي إخناتون) ثم سرعان ما أصبح لقب (فرعون) منذ الأسرة التاسعة عشرة (١٣٠٨ - ١١٩٤