للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيانه: ولعل سائلًا يتسائل: هل كانت أستير هذه شخصية تاريخية؟ أم أن القصة أسطورة عبثت بوجدان عميق الجذور؟ ثم هل من بين ملكات فارس من تدعى أستير؟

أليست أستير تجسيدًا حيًّا للربة (عشتار)، وأن التشابه بين الاسمين لا يخفى على إنسان، ليس هذا فحسب، وإنما الرجل الذي كفلها، قيل اتخذها ابنة ولكن هناك ما يوميء إلى أنها كانت زوجة سًرا، هو (مردخاي) كان أن يكون سمى الإله (مردوك) (مردوخ) - زعيم الأرباب البابليين، وإله الزوابع- يتمكن بمعونة عشتار من الفتك بأعداء اليهود، فأنما القرابين تقدم إلى (الذات) التي تكتمل بدرًا في الرابع عشر من شهر آذار (مارس)، فلا يغربن عن بالنا، أن التقويم العبري ما يزال قمريًا حتى لحظتنا هذه.

وعلى أي حال، فإن سفر استير هذا إنما هو موضع شك كبير عند شراح التوراة ونقادها:

- لعدم وجود اسم الجلالة فيه أولًا.

- ولعدم اقتباس العهد الجديد (الإنجيل) منه ثانيًا.

- ولوجود مبالغات كثيرة فيه ثالثًا.

- ولأن بطله مردخاي إنما كان من سبس عام ٥٨٧ ق. م، ومن ثم فإنه في العام الثالث من حكم الملك الفارسي (أكزركسيس الأول) (أي حوالي عام ٤٨٢ ق. م) يكون قد بلغ المائة وعشرين عامًا، كما أن أستير يجب أن تكون في هذه الفترة عجوزًا.

وهكذا يذهب كثير من العلماء إلى أن هذا السفر الذي يتحدث عن (عيد الفوريم) (البوريم)، ما هو في الواقع إلا انتحال من الأدب البابلي، الذي يحكي ملجمة حربية بين الالهة البابلية والعيلامية، ومن ثم فقد قال (مارتن لوثر) (١٤٨٣ - ١٥٤٦) - زعيم الإصلاح البروتستانتي- (ليت هذا السفر لم يوجد ففيه حتى لم يرد اسم الله، كما أنه ليس فيه ما يحمد عليه). (١)


(١) بنو إسرائيل الحضارة والتلمود والتوراة ٢٤٢ - ٢٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>