جلائهم الذي تم في يولو) وصدر أمر (تور كماندو) أن لا يساعدهم أحد من سكان أسبانيا في أمر من أمورهم. وهكذا خرج اليهود، تاركين كل ما يملكون بأرواحهم على أنه لا نجاة لكثير منها، فقد اغتالها الجوع ومشقة السفر مع العدم والفقر.
وفي فبراير (شباط) سنة ١٥٠٢ نشر الأمر بطرد أعداء الله المغاربة (المسلمين) من أشبيلية وما حولها- من لم يقبل المعمودية منهم يترك بلاد أسبانيا قبل شهر أبريل (نيسان) وأبيح لهم أن يبيعوا ما يملكون على الشرط الذي وضع للمسلمين شرط آخر، وهو أن لا يذهبوا في طريق يؤدي إلى بلاد إسلامية، ومن خالف ذلك فجزاؤه القتل. فهؤلاء المساكين نفوا جميعًا إلى القتل إن لم يكن قتل الجزاء عند الرجوع فالموت ملاقيهم بالتعب مع العري.
ألا يعجب القارىء إذا رأى أن (برونو) يحرق بالنار حيًّا بعد حبس طويل سنة ١٦٠٠ لأنه قال بقول الصوفية في وحدة الوجود، وقال إن هذا العالم يحتوي على عوالم كثيرة؟ .
ظهر القول بكرويةِ الأرض -ذلك الأمر الذي عرفه المسلمون وصار رأيًا لهم في أول خلافة بني العباس، ولم تتحرك له شعرة في بدن- فأحدث اضطرابًا شديدًا في عالم النصرانية ولا يسلم هذا المقال ما وقع من الحوادث في شأنه.
هل يصدق القارىء أن ما قصده كريستوف كولمب من السفر في المحيط الأطلنطي لعله يكتشف أرضًا جديدة كان من الأمور التي اهتمت لها الكنيسة، وحكم مجمع سلامانك بأنه مخالف لأصول الدين، ثم أعيد النظر فيه وعرض على أقوال الآباء من كريزستوم وأوغستين وجيروم وغر يغوار وبازيل وانبرواز وعلى رسائل الرسل والأناجيل والنبوات والزبور والأسفار الخمسة، ولم ينتج هذا العرض شيئًا، ولكن ساعده على ما قصده بعض الملوك رغم الكنيسة كما هو معلوم. قال كريستوف كولمب (إن الذي أوحي إليه هذا القصد النبيل هي كتب ابن رشد) من هنا تفهم لم قامت الكنيسة وقعدت؟ قاعدة سلطان رجال الكنيسة على غيرهم؟ ما أشد تمسك الكنيسة بهذا الأصل (السلطة للقسوس والطاعة على العامة) كل رأي لم يصدر عن ذلك المصدر الديني الذي يربط