للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن الكتاب المقدس لا يعطينا أية معلومات رقمية عن هذه الفترة الممتدة من سيدنا إبراهيم حتى العصر المسيحي مثل تلك المعلومات التي نجدها بسفر التكوين عن العصر السابق لعصر سيدنا إبراهيم وعصر أسلاف سيدنا إبراهيم، ويجب علينا أن نبحث عن مصادر أخرى للمعلومات لنتمكن من تحديد الزمن الذي يفصل بين سيدنا إبراهيم وسيدنا عيسى.

إن هذا العصر الذي يمتد فيما بين سيدنا إبراهيم وسيدنا عيسى يقدر حاليًا بحوالي ثمانية عشر قرنًا قبل ميلاد المسيح عليه السلام.

وبإضافة هذه المدة إلى المدة التي تفصل بين سيدنا آدم وسيدنا إبراهيم كما يحددها سفر التكوين نجد أن هذه الإضافة تصل بنا إلى حوالي ثمانية وثلاثين قرنًا قبل ميلاد المسيح عليه السلام، (المدة التي تفصل بين سيدنا إبراهيم وسيدنا عيسى ١٨ قرنًا قبل الميلاد + المدة التي تفصل بين سيدنا آدم وسيدنا إبراهيم وهي ٢٠ قرنًا قبل الميلاد، إذن المدة بين سيدنا آدم وسيدنا عيسى عليه السلام= ١٨ + ٢٠ = ٣٨ قرنًا قبل الميلاد) (١).

ومن ذلك أن (المطران جيمس أشار)، (١٥٨١ - ١٦٥٦) - مطران أرماغ في أيرلندا أصدر كتابه الذي حسب فيه عمر العالم، وقد ذهب إلى أن الأرض قد خلقت في الأسبوع الذي ينتهي يوم السبت الموافق ٢٢ أكتوبر من ٤٠٠٤ ق. م.

وفي عام ١٧٠١/ أضيفت تواريخ (جيمس أشار) إلى النسخة الإنجليزية الرسمية -وهي نسخة الملك جيمس للتوراة- ومن ثم فقد أصبح لهذه التواريخ سلطانًا قويًّا، حتى أن الجيولوجيين الأوائل قابلوا مقاومة صلبة ودينية متعصبة لنظرياتهم التي تذهب إلى أن عمر العالم في الحقيقة يبلغ ملايين عديدة من السنين. (٢)

وقد زاد بعضهم الفترة من خلق الأرض إلى ميلاد المسيح فوصلت إلى حوالي ٥٠ قرنًا أو أزيد قليلًا. (٣)


(١) التوراة والأناجيل والقرآن الكريم بمقياس العلم الحديث (٦٤)
(٢) بنو إسرائيل الحضارة التوراة والتلمود (٣٤٤ - ٣٤٥)
(٣) انظر إظهار الحق (٣/ ٨٥٨ - ٨٥٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>