الكتاب المقدس لا يشترط أن يكون مطابقًا للحقيقة مفضلين أن يسدلوا حجابًا كثيفًا على الرغبة في تحديد زمن الأحداث التاريخية التي يتحدث عنها نص من النصوص في الكتاب المقدس وذلك باستخدام عبارات من شأنها أن تفرض القبول كما هو دون نظر لأي اعتراضات تثار بشأنه.
وهذا هو السبب في أن النصوص التي تمت كتابتها لا تزال تحتفظ بقداستها على الرغم من أن الإنسان في القرن العشرين لا يستطيع الاستمرار في الاعتماد عليها في التأريخ الدقيق للأحداث وفقًا للتقديرات الوهمية للكهنة الذين كتبوا تلك النصوص بالكتاب المقدس، وذلك باعتبار ضرورة الإيمان بها دون نظر لأي اعتراض مهما يكن معقولًا بشأنها.
إن الحقائق العلمية لا تسمح لنا أن نعتبر أن ظهور الإنسان على سطح الأرض يمتد وراء حد معين لا يتعداه في الماضي.
ويجوز لنا أن نتأكد من أن الإنسان بقدرته على التصرف وكسب الأفعال الاختيارية وفقًا للتفكير الإنساني الذي يتمتع بالتعقل والذكاء الذي يميز الكائنات البشرية عن غيرها من المخلوقات- هذا الإنسان قد بدأ ظهوره على سطح الأرض في تاريخ محدد، ولا يستطيع أحد بطبيعة الحال أن يحدد بدقة في أي عام بدأ ظهور الإنسان في عصور التاريخ الماضية لتدل على قدراته العقلية الإبداعية القادرة على الإنجاز والإبداع؟ هذه المعرفة تجعل من الجائز لنا أن نعرف بدقة الآثار الدالة على وجود هذا الإنسان على سطح الأرض في تاريخ معين على امتداد عصور التاريخ منذ عشرات الآلاف من السنين.
وهذا التأريخ العلمي مهما يكن تقريبيًا يرجع إلى حياة الإنسان في مرحلة ما قبل التاريخ مثل إنسان كروما جون، فلقد تم الوصول إلى اكتشافات أخرى في أنحاء كثيرة من العالم لآثار وبقايا إنسان مرحلة ما قبل التاريخ، وهذه الآثار البشرية تعزى إلى أنواع من البشر أقل تدرجًا في سلم البشرية ولكن تأريخ أولئك البشر يمكن أن يرجع إلى مئات الآلاف من السنين، ولكن السؤال هو: هل كانوا بشرًا بالمعنى الحقيقي لكلمة البشر؟ .