للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهناك صلاة إلى الملك الحارس أو الملاك الحارس، يقولون فيها: (أيها الملاك القديس الملازم نفسي الشقية، وحياتي الذليلة، لا تهملني أنا الخاطيء، ولا تبتعد عني بسبب إسرافي وتبذخي، ولا تعط من فرصة للشيطان الشرير لكي يسود باقتداره على جسدي هذا المائت) وهناك صلوات إلى والدة الإله كما يقولون.

والصلاة الخامسة هي صلاة قبل المناولة. وهذه تعني أن المسيحي حين يزمع أن يتناول الأسرار المقدسة عليه أن يتلو صلاة النوم المعتادة، ويضيف عليها قانونًا آخر يقولون فيه: (أيها الرب المتحنن فليصر لي جسدك المقدس ودمك الكريم خبز حياة ودواء شافيا للأمراض الكثيرة).

ويلاحظ أيضا في هذه الصلاة التشابه الكبير بين ما يقال هنا وما قاله الوثنيون الهنود في صلواتهم عن الإله براهما. ولعل عبارة جسدك المقدس ودمك الكريم تدل على ذلك، وفي هذه الصلاة كلام ودعاء للقديس يوحنا الذهبي الفم ولسمعان المترجم.

وهناك أيضًا صلوات مختلفة مثل صلوات المائدة وتقال قبل الأكل وبعد الأكل، وهناك صلاة عند مطالعة ما يسمى الكتاب المقدس، وصلاة قبل الدرس، وصلاة بعد الدرس، وصلاة قبل الاعتراف، وصلاة التوبة.

وهناك أشبه شيء بالصلاة وهي التراتيل التي ترافق بالألحان، وهي عبارة عن أدعية أيضًا وتمجيد للسيد المسيح وللعذراء، ولكنها ترافق بموسيقا، وذلك داخل الكنيسة. ولم تشر الكتب والمصادر المسيحية إلى أن هناك غسلًا أو ما يشبه الوضوء والطهارة قبل الصلاة. ففي الإسلام لا تصح الصلاة دون وضو وتطهير. وهنا لا بد أن يطرح سؤال يقول: هل الصلاة في المسيحية معنوية لفظية فحسب ولا تستدعي الطهارة والغسل؟ هل يمكن للذي يقوم من نومه وهو جنب أن يؤدي الصلاة الصباحية أو صلاة بعد النوم؟ هل يستطيع أي إنسان الدخول إلى الكنيسة وتأدية الصلاة دون أن يكون مغتسلًا أو متطهرًا من نجاسة البول أو الغائط أو الجنابة؟

فالمسيح -عليه السلام- كان يتدين بالطهارة ويغتسل من الجنابة، ويوجب غسل الحائض، وطوائف

<<  <  ج: ص:  >  >>