للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأنبياء من الكبائر.

٣ - عقيدة الفداء فيها أن كل من يفعل خطيئة فقد غفرت له ولو كانت شركًا وكفرًا ولو لم يتب؛ لأن المسيح قد محى هذه الذنوب، وفي الإسلام الشرك لا يغفره الله للعبد إن مات عليه من غير توبة.

٤ - عقيدة الفداء فيها الظلم؛ لأن البشر قد ورثوا خطيئة لا ذنب لهم فيها، وفي الإسلام كل إنسان يحاسب على عمله.

٥ - عقيدة الفداء فيها عجز الله تعالى عن أن يمحو ذنوب البشر إلا بفداء ابنه (كما يزعمون) تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا! وفي الإسلام الله تعالى على كل شيء قدير، وأنه لا يعجزه شيء.

٦ - عقيدة الفداء قد اختلف فيها النصارى أنفسهم. فمن الذي كان على الصليب؟ أهو الله وقد تجسد، أم هو ابن الله نزل من السماء، أم هو ابن الإنسان. وكتبهم مليئة بالتناقضات في هذا الشأن كما في الرد على هذه العقيدة الفاسدة.

أما في الإسلام فإن الله تعالى لا يعاقب عبدًا على فعل غيره، قال تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (١٦٤)} [الأنعام: ١٦٤]، وقال سبحانه: {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (١٥)} [الإسراء: ١٥] وقال تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (١٨)} [فاطر: ١٨]، وهذا منتهى العدل والإحسان. (١)

* * *


(١) راجع مبحث عقيدة الفداء والصلب عند النصارى؛ فقد ثبت بطلانها بالأدلة النقلية والعقلية مفصلة في محلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>