علماء الإسلام أن هذه الآية تشمل كل إنسان مسلمًا كان أم غير مسلم. وما شرع القصاص في القتل إلا لحماية حياة الناس، فإن الإنسان لا يبادر إلى قتل البريء إذا عم أنه يقتل به {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٧٩)} [البقرة: ١٧٩].
أما الأمن الذي يقابل العنف فقد جعله الإسلام من أعظم أسباب النعم التي أنعم الله بها على عباده، ومنَّ بها عليهم ليعبدوه وحده لا شريك له، فقال: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (٢) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (٣) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} [قريش: ١ - ٤].
والسلم والحرب من سنن الله تعالى في هذه الحياة، والناس لا يعدّون إلا مسالمين أو محاربين. وقد جعل الشرع للحرب سننًا وآدابًا، وللسلم سننًا وآدابًا. لقد جعل الإسلام للحرب آدابًا للرحمة لم يعرفها غير المسلمين لا في تأريخهم القديم ولا الحديث.
إن من أعظم سنن الحرب عند المسلمين:
- الإعلان والإنذار قبل الحرب.
- قتال المحارب دون غيره من الرجال.
- ترك النساء والأطفال والشيوخ.
- إعطاء الأمان للمحارب إذا طلب ذلك قبل القدرة عليه.
- الوفاء بالعهد وعدم الغدر.
- الحرب الشريفة (النظيفة).
إن هذه السنن الحربية سنن مقدسة شريفة عند المسلمين، إنها سنن يتعبَّدون الله تعالى بها، ذلك أن من خالفها فقد عصى الأوامر الشرعية تمامًا مثل من شرب الخمر أو سرق ونحو ذلك. وقد شهد التأريخ بشرفية حروب المسلمين ونظافتها من الخبث والغدر.
روى مسلم في صحيحه عن بريدة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمَّر أميرًا على جيش أو سريَّة أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرًا، ثم قال: "اغزوا باسم الله