للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - ولقد تكلم العهد القديم نفسه عن العديد من الأشياء مثل "أجابوس" وغيره الذين شكلوا ظاهرةً خطيرةَ بنهاية القرن الأول. (١)

٤ - ذكر التاريخ أيضًا من أوائل مدعي النبوة "ميناندر العراف" خليفة سيمون الساحر. الذي قال إنه نفسه "المخلص" الذي أرسل من الدهور غير المنظورة لخلاص البشر. وقد أتى بأعمال سحر عظيمة، وأقنع أتباعه أنهم لن يموتوا. (٢)

٥ - أما أخطر النبوات الكاذبة بعد عيسى التي ذكرها التاريخ المسيحي، فهي نبوة "مونتانوس" الذي أعلن عام ١٥٦ م أن الروح القدس يتكلم إليه مباشرة. . . (وأن أتباعه أداة توصيل للروح القدس "البراكليت"). . . وكان ينطق بعبارات مثل. . ." هو ذا الإنسان وكأنه قيثارة، وأن الله يلعب على أوتارها. . . انضمت إلى مونتانوس نبيتان أعلنتا نهاية العالم ورجوع المسيح السريع إلى "فريجيا" موطن مونتاس في تركيا الحالية، وأن أورشليم الجديدة سوف تنزل من السماء. . . وقد رحب الكثيرون بكل قوة بهذه الدعوة؛ لأن الانتظار- انتظار عودة المسيح - قد ضعف منذ نهاية القرن الأول. . . وقد امتدت المونتانية حتى إلى الغرب؛ بل وتبعها العديد من الآباء الكبار مثل "ترتليان القرطاجي" وعاشت المونتانية حتى القرن الخامس رغم المحاربة السابقة لها، ذلك لرفعها صوت النبوة في وجه السلطان الكهنوتي.

وقد عاب المونتانية أخذها من مدينة "فريجيا" التي عبدت الإلهة "سيبيل" أخذت منها الرقصات المتوحشة، وخصى الذات، والاستحمام في دماء الثور الذي يقدم ذبيحة لها. (٣)

والآن وبعد استعراض هذه النبوءات الزائفة تعال بنا لنطبق المعادلة التي ذكرناها في بداية البحث وهي "مِنْ ثِمارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ.".


(١) التفسير الحديث للكتاب المقدس، (د. ت. فرانس) (إنجيل متى ١٥٥) نقلا عن: محمد في الترجوم والتلمود والتوراة، هشام محمد طلبة (٢١٢ - ٢١٤).
(٢) المصدر السابق (١٥٤).
(٣) تاريخ الكنيسة، جون لويمر، دار الثقافة (١/ ١٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>