وقال تعالى:{وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}[النساء: ٥٨].
وإليك بعضًا من هذه الأمثلة:
١ - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يتقاضاه دينًا كان عليه. فاشتد عليه حتى قال له: أُحَرِّج عليك إلا قضيتني. فانتهره أصحابه وقالوا: ويحك تدري من تكلّم؟ قال إني أطلب حقّي. فقال النبيّ: - صلى الله عليه وسلم - هلّا مع صاحب الحق كنتم؟ ثم أرسل إلى خولة بنت قيس فقال لها: إن كان عندك تمر فأقرضينا حتى يأتينا تمرنا فنقضيك، فقالت: نعم بأبي أنمت يا رسول الله. قال: فأقرضته. فقضى الأعرابي وأطعمه، فقال: أوفيتَ أوفى الله لك. فقال:"أولئك خيارُ الناس؛ إنه لا قُدِّست أمةٌ لا يأخذ الضعيفُ فيها حقه غير متعتع."(١)
أي: من غير أن يصيبه أذى يقلقه.
٢ - وعن عروة بن الزبير - رضي الله عنه -: أن امرأة سرقت في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة الفتح ففزع قومها إلى أسامة بن زيد يستشفعونه قال عروة: فلما كلمه أسامة فيها تلوّن وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:"أتكلّمني في حد من حدود الله". قال أسامة: استغفر لي يا رسول الله. فلما كان العشيّ قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطيبًا فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: "أمّا بعد؛
(١) رواه ابن ماجه (٢٤٢٦)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (١٩٦٩).