للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفريد، وكيف أن القرآن يرفع الإنسان إلى أعلى آفاق الإنسانية.

قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء: ١٣٥] وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة: ٨].

وقال تعالى: {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} [النساء: ٥٨].

وإليك بعضًا من هذه الأمثلة:

١ - عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يتقاضاه دينًا كان عليه. فاشتد عليه حتى قال له: أُحَرِّج عليك إلا قضيتني. فانتهره أصحابه وقالوا: ويحك تدري من تكلّم؟ قال إني أطلب حقّي. فقال النبيّ: - صلى الله عليه وسلم - هلّا مع صاحب الحق كنتم؟ ثم أرسل إلى خولة بنت قيس فقال لها: إن كان عندك تمر فأقرضينا حتى يأتينا تمرنا فنقضيك، فقالت: نعم بأبي أنمت يا رسول الله. قال: فأقرضته. فقضى الأعرابي وأطعمه، فقال: أوفيتَ أوفى الله لك. فقال: "أولئك خيارُ الناس؛ إنه لا قُدِّست أمةٌ لا يأخذ الضعيفُ فيها حقه غير متعتع." (١)

أي: من غير أن يصيبه أذى يقلقه.

٢ - وعن عروة بن الزبير - رضي الله عنه -: أن امرأة سرقت في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة الفتح ففزع قومها إلى أسامة بن زيد يستشفعونه قال عروة: فلما كلمه أسامة فيها تلوّن وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أتكلّمني في حد من حدود الله". قال أسامة: استغفر لي يا رسول الله. فلما كان العشيّ قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطيبًا فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: "أمّا بعد؛


(١) رواه ابن ماجه (٢٤٢٦)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (١٩٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>