للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لتحكم بيننا وفي بيته يؤتى الحكم. قال: فلما دخلوا عليه أجلسه معه على صدر فراشه. فقال: هذا أول جَوْر جُرْتَ في حكمك، أجْلسني وخصمي مجلسًا، قال فقصا عليه القصة، قال: فقال زيد لأُبَيّ: اليمين على أمير المؤمنين فإن شئت أعفيته. قال: فأقسم عمر - رضي الله عنه - على ذلك ثم أقسم له لا تدرك باب القضاء حتى لا يكون لي عندك - على أحدٍ - فضيلة. (١)

٦ - كتب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى فيروز الدّيلمي: أما بعد: فقد بلغني أنه قد شغلك أكل اللباب بالعسل، فإذا أتاك كتابي هذا فاقدم على بركة الله، فاغزُ في سبيل الله فقدم فيروز فاستأذن على عمر - رضي الله عنه - فأذن له فزاحمه قوم من قريش، فرفع فيروز يده فلطم أنف القرشي، فدخل القرشيُّ على عمر - رضي الله عنه - مستدمي فقال له عمر: من فعل بك؟ قال: فيروز وهو على الباب، فأذن لفيروز بالدخول فدخل فقال: ما هذا يا فيروز؟ قال: يا أمير المؤمنين إنا كنا حديث عهد بملك، وإنك كتبت إليَّ ولم تكتب إليه، وأذنت لي بالدخول ولم تأذن له، فأراد أن يدخل في إذني قبلي فكان مني ما قد أخبرك. قال عمر: القصاص قال فيروز: لا بد؟ قال: لا بد. قال: فجثا فيروز على ركبتيه وقام الفتى ليقتص منه فقال له عمر: على رسلك أيها الفتى حتى أخبرك بشيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات غداة يقول: قُتل الليلة الأسودُ العنسيُّ الكذَّابُ، قتلهُ العبدُ الصَّالحُ فيروزُ الدَّيلمي، أفتراك مقتصًّا منه بعد إذ سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال الفتى: قد عفوت عنه بعد إذ أخبرتني عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا. فقال فيروز لعمر: فترى هذا مخرجي مما صنعت إقراري له وعفوه غير مستكره؟ قال نعم: قال فيروز: فأشهدك أن سيفي وفرسي وثلاثين ألفًا من مالي هبة له. قال: عفوتَ مأجورًا يا أخا قريش وأخذتَ مالًا. (٢)

٧ - عن إياس بن سلمة عن أبيه قال: مر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في السوق ومعه الدِّرَّة فخفقني بها خفقة، فأصاب طرف ثوبي فقال: أمِط عن الطريق! فلما كان في العام المقبل


(١) رواه علي بن الجعد في مسنده (١٧٢٨)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (١٠/ ١٤٤).
(٢) رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٩/ ٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>