ويقول صـ ٢٩٤: وكون الرسول أميًا لم يعن مذمة الكتابة والقراءة. . وكذلك كونه ليس شاعرًا لا يعني ذم الشعر. . فلا يفهم من قوله: {مَا يَنْبَغِي لَهُ} إلا أن الشعر مع مقام الوحي لم يكن مناسبًا، كما أن الأمية كانت مناسبة، والدليل على أن المقصود هو تأكيد أن القرآن ليس بشعر أن الآية جاءت في معرض هذا المعنى حيث يقول بعدها: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ} فيكون المعنى وما ينبغي أن يكون القرآن شعرًا؛ لأنه كتاب إرشاد وتعليم وموعظة للناس، والشعر ليس محلا للتفصيل والتبيين والإيضاح بل هو محل الإجمال والإشارة. . فهذا الكلام ليس من نوع الشعر ولكنه (قرآن مبين). (٢) أخرجه أحمد ٦/ ٣١، ١٤٦، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٩٩٦)، وفي السنن الكبرى (١٠٨٣٤)، عن الشعبي، عن عائشة، وأخرجه الترمذي (٢٨٤٨)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٩٩٧) أيضًا، وأحمد ٦/ ١٣٨: من حديث المقدام بن شريح بن هانئ، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها - كذلك، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٢٠٥٧).