للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يكن ليستحق هذا كله؟ وماذا عن الأب الذي شرب الخمر. ما الذي يستحقه؟ ؟

لوط - عليه السلام -: وأما لوط - عليه السلام - النبي الذي حارب الشذوذ، فتذكر التوراة أنه لما أهلك الله قومه لجأ إلى مغارة مع ابنتيه فسقتاه الخمر، وضاجعتاه ولم يعلم بذلك، وولد من هاتين الفاحشتين عمي ومؤاب، ومنهما انحدر العمويون والمؤابيون أعداء بني إسرائيل، كما في (التكوين ١٩: ٣٠ - ٣٧).

ويذكر السفر تبريرًا لهذه الفاحشة أن الكبيرة منهما قالت لأختها: "أبونا قد شاخ، وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض. . . . نحيي من أبينا نسلًا" (التكوين ١٩: ٣١ - ٣٢) فيصور النص الأرض وقد خلت من الرجال، أو أن المغارة سيمكث فيها لوط وابنتاه إلى الأبد.

موسى وهارون - عليهما السلام -: كما تسيء التوراة إلى موسى أعظم أنبياء بني إسرائيل، وتذكر كلمات لا يمكن أن تصدر من موسى لما فيها من إساءة أدب مع الله، منها: "فقال موسى للرب: لماذا أسأت إلى عبدك؟ ولماذا لم أجد نعمة في عينيك حتى أنك وضعت ثقل جميع هذا الشعب علي؟ ألعلي حبلت بجميع هذا الشعب؟ أو لعلي ولدته. . فإن كنت تفعل بي هكذا فاقتلني قتلًا، إن وجدتُ نعمة في عينيك فلا أرى بليتي" (العدد ١١: ١٠ - ١٥)، فهل يتحدث عبد مع ربه بمثل هذا؟ .

سليمان - عليه السلام -: وحين يذكر اليهود سليمان - عليه السلام -، يذكره كثير منهم، على أنه ملك أو ساحر، كما في جرأة اليهود على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقولهم (ألا تعجبون لمحمد يزعم أن سليمان بن داود كان نبيًا! والله ما كان إلا ساحرًا) كما في بعض نصوص التوراة (١).

قال ابن تيمية: فإن كثيرًا من اليهود والنصارى يطعنون فيه منهم من يقول: كان ساحرًا وأنه سحر الجن بسحره، ومنهم من يقول سقط عن درجة النبوة فيجعلونه حكيمًا لا نبيًا. (٢)

قال ابن كثير: وفيهم طائفة لا يعتقدون نبوة سليمان. (٣)

وذمهم الله باتباعهم السحر ثم نسبته إلى نبي الله سليمان - عليه السلام -، واختلف هل المذموم اليهود


(١) انظر: القران والتوراة حسن الباش ١/ ٣٤٠.
(٢) الجواب الصحيح ٣/ ٣٨.
(٣) تفسير ابن كثير (٧/ ٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>