للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - سهولة حفظ القرآن الكريم وتيسيره، فكان من رحمة الله على خلقه أن يسر لهم حفظ القرآن الكريم، ليجعل من ذلك سببًا مانعًا من ضياع شيء منه، فكما قال - عز وجل - {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: ٩]. فقد قال أيضًا {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: ١٧] (١).

٢ - مجيء القرآن الكريم معجزًا متميزًا في نظمه، فريدًا في أسلوبه، لا يطاوله كلام البلغاء، ولا تدنو منه فصاحة الفصحاء، وكان الصحابة ينتظرونه بشغف ويتمنون أن يتلقوه فور نزوله، كما كان أعداء الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحرصون على سماعه، إما للبحث عن نقط ضعف فيه تعينهم على مغالبته أو مهاجمته، وإما لإشباع حاجتهم الملحة في التذوق الأدبي، ويمكننا أن نتصور إذن مدى الاهتمام الذي كان يثيره القرآن في نفوس المؤمنين والكافرين على السواء. (٢)

٣ - تشريع قراءة القرآن الكريم في الصلاة فرضًا كانت أم نفلًا، سرًّا أم جهرًا، مما جعلهم يحرصون على حفظ القرآن الكريم لأداء هذه العبادة. عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: "صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلى بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلًا، إذا مَرَّ بآية فيها تسبيح سبَّح، وإذا مَرّ بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع" (٣).

٤ - ارتباط القرآن الكريم بالتشريعات؛ فإن كثيرًا من آياته تحوي أحكامًا في العبادات: كالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وأحكامًا في المعاملات كالبيع والشراء والدَّين، وأحكاما في سائر أمور الحياة، فلا بد أن يستظهروه ليعملوا بمقتضاه (٤).


(١) جمع القرآن الكريم حفظًا وكتابةً ١/ ٢٦.
(٢) مدخل إلى القرآن الكريم (٣٤)، وأضواء على سلامة المصحف الشريف من النقص والتحريف (٢٨: ٣٦).
(٣) مسلم (٧٧٢).
(٤) انظر أضواء على سلامة المصحف الشريف من النقص والتحريف (٢٨: ٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>