للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكما عند البخاري عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب (١).

وفي رواية عند البخاري زاد (واللخاف) (٢).

وفي رواية عند ابن أبي داود زاد: (ومن الأضلاع) (٣).

وزاد: (والأقتاب) (٤)

هذا كما كانت الكتابة على الجلود وصفائح الخشب، فهذه الآثار وغيرها تدلنا على عظيم بلاء الصحابة في كتابة القرآن، وما تحملوه من المشاق، حيث إن مواد الكتابة في ذلك العهد لم تكن متوفرة كما أن الموجود منها كان عسر الاستعمال، ويحتاج إلى جهد كبير في إعداده وتجهيزه.

وبقي القرآن مكتوبًا على هذه الأدوات محفوظًا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ولم يجمع في مصحف واحد في ذلك العهد.

قال القسطلاني: وقد كان القرآن كله مكتوبًا في عهده، لكن غير مجموع في موضح واحد، ولا مرتب السور (٥).


(١) الرقاع: هي التي يكتب فيها وهي من جلد أو كاغد. لسان العرب (رقع).
والأكتاف: جمع كتف وهو عظم عريض يكون في أصل كتف الحيوان. كانوا يكتبون فيها لقلة القراطيس عندهم. النهاية ٤/ ١٥٠.
والعُسُبُ: جمع عسيب وهو جريد النخل، كانوا يكشطون الخوص ويكتبون في الطرف العريض. النهاية في غريب الحديث ٣/ ٢٣٤. وانظر الحديث في البخاري (٤٦٧٩).
(٢) هي صفائح الحجارة البيض الرقاق، فيها عرض ودقة، وقيل: هي الخزف يصنع من الطين المشوي. فتح الباري ١٣٠/ ١٩٥. وانظر الحديث في البخاري (٧١٩١).
(٣) الأضلاع: جمع ضلع وهي عظام الجنبين، والضلع محنية الجنب. لسان العرب (ضلع)، كتاب المصاحف لابن أبي داود (٥٤، ٥٦ - ٩٣)
والأقتاب: جمع (قتب) وهو الخشب يوضع على ظهر البعير ليركب عليه. فتح الباري ٨/ ٦٣٠.
(٤) كتاب المصاحف لابن أبي داود (٥٦ - ٩٣).
(٥) إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري ٧/ ٤٤٦، ودليل الحيران شرح مورد الظمآن في رسم القرآن للمارغني صـ ١٧، وجمع القرآن في مراحله التاريخية لمحمد شرعي أبو زيد صـ ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>