للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكاتب كتبها وهو ناعس. (١)

ونجيب على هذه الشبهة بما سبق أيضًا، ونضيف هنا.

قال الزمخشري: وهذا ونحوه مما لا يصدق في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وكيف يخفى مثل هذا حتى يبقى ثابتًا بين دفتي الإمام، وكان متقلبًا في أيدي أولئك الأعلام المحتاطين في دين الله، المهيمنين عليه لا يغفلون عن جلائله ودقائقه، خصوصًا عن القانون الذي إليه المرجع، والقاعدة التي عليها البناء؟ وهذه والله فرية ما فيها مرية. (٢)

قال أبو بكر الأنباري: وهو باطل عن ابن عباس؛ لأن مجاهدًا وسعيد بن جبير حكيا الحرف عن ابن عباس، على ما هو في المصحف بقراءة أبي عمرو وروايته عن مجاهد وسعيد بن جبير عن ابن عباس (٣).

الثالثة: يقولون: ومن وجوه الطعن أيضًا ما روي عن ابن عباس أنه كان يقول في قوله تعالى: {رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء: ٢٣]. إنما هي: ووصى ربك التزقت الواو بالصاد وكان يقرأ: ووصى ربك. ويقول: أمر ربك. إنهما واوان التصقت إحداهما بالصاد، وروي عنه أنه قال: أنزل الله هذا الحرف على لسان نبيكم. ووصى ربك ألا تعبدوا إلا إياه. فلصقت إحدى الواوين بالصاد فقرأ الناس: {وَقَضَى رَبُّكَ} ولو نزلت على القضاء ما أشرك أحد (٤).

والجواب:

أولًا: الأثر لا يصح عن ابن عباس.

ثانيًا: أن هذه الروايات معارضة للمتواتر القاطع وهو قراءة وقضى؛ ومعارض


(١) الإتقان في علوم القرآن (٢/ ٢٧٦)، قال ابن حجر: إسناده صحيح. فتح الباري (٨/ ٣٧٣).
(٢) الكشاف ٣/ ٢٥١.
(٣) تفسير القرطبي ٩/ ٣٢٠.
(٤) ضعيف جدًا. أخرجه أحمد بن منيع في مسنده كما في المطالب العالية من طريق الفرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس به. فيه الفرات بن السائب: منكر الحديث. التاريخ الكبير ٧/ ١٢٩، الجرح والتعديل ٧/ ٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>