للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذن رواية وقضى هي التي انعقد الإجماع عليها من ابن عباس وابن مسعود وغيرهما، فلا يتعلق بأذيال مثل هذه الرواية الساقطة إلا ملحد ولا يرفع عقيرته بها إلا عدو من أعداء الإسلام (١).

الرابعة: يقولون: إن ابن عباس روي عنه أيضًا أنه كان يقرأ: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً} [الأنبياء: ٤٨] ويقول خذوا هذه الواو واجعلوها في {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ}. وروي عنه أيضًا أنه قال: انزعوا هذه الواو واجعلوها في {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ} (٢).

والجواب:

أولًا: أنها معارضة للقراءة المتواترة المجمع عليها فهي ساقطة.

ثانيًا: أن بلاغة القرآن قاضية بوجود الواو لا بحذفها؛ لأن ابن عباس نفسه فسر الفرقان في الآية المذكورة بالنصر، وعليه يكون الضياء بمعنى التوراة أو الشريعة. فالمقام للواو لأجل هذا التغاير (٣).

الخامسة: يقولون: روي عن ابن عباس في قوله تعالى: {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ} أنه قال: هي خطأ من الكاتب. هو أعظم من أن يكون نوره مثل نور المشكاة. إنما هي: مثل نور المؤمن كمشكاة (٤).

والجواب عن ذلك:

أولًا: بأنها رواية معارضة للقاطع المتواتر فهي ساقطة.

ثانيًا: أنه لم ينقل عن أحد من القراء أن ابن عباس - رضي الله عنه - قرأ: مثل نور المؤمن، فكيف يقرأ بما يعتقد أنه خطأ ويترك ما يعتقد أنه صواب؟ ألا إنها كذبة مفضوحة، ولو أنهم


(١) مناهل العرفان ١/ ٣٢٧.
(٢) الإتقان في علوم القرآن ٢/ ٢٧٦.
(٣) مناهل العرفان ١/ ٣٢٧.
(٤) الإتقان في علوم القرآن ٢/ ٢٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>