للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول السفاريني: يجب أن يعتقد أن غير النبي - صلى الله عليه وسلم - من سائر الرسل والأنبياء والملائكة والصحابة والشهداء والصديقين والأولياء على اختلاف مراتبهم ومقاماتهم عند ربهم يشفعون، وبقدر جاههم ووجاهتهم يشفعون؛ لثبوت الأخبار بذلك وترادف الآثار على ذلك، وهو أمر جائز غير مستحيل، فيجب تصديقه والقول بموجبه لثبوت الدليل (١).

أولًا: شفاعة الأنبياء:

ودليل هذه الشفاعة: ما جاء في حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - السابق أيضًا، وفيه: "فيقول الله تعالى: شفعت الملائكة، وشفع النبيون" (٢).

ثانيًا: شفاعة الملائكة عليهم السلام:

والدليل من القرآن: قول الله تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (٢٦)} [النجم: ٢٦] ونحوها من الآيات.

والدليل من السنة: ما جاء في حديث أبي سعيد الخدري الطويل مرفوعا وفيه: فيقول الله - عز وجل -: "شفعت الملائكة، ولم يبق إلا أرحم الراحمين. فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قومًا لم يعملوا خيرًا قط" (٣).

ثالثًا: شفاعة المؤمنين:

ومن الأدلة على هذه الشفاعة: ما جاء في حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - السابق، وفيه: "حتى إذا خلص المؤمنون من النار، فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله في استقصاء الحق، من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار، يقولون: ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون، فيقال لهم: أخرجوا من عرفتم، فتحرم صورهم على النار، فيخرجون خلقًا كثيرًا قد أخذت النار إلى نصف ساقيه، وإلى ركبتيه، ثم يقولون: ربنا ما بقي


(١) لوامع الأنوار (٢/ ٢٠٩)، كما في مجلة البحوث الإسلامية (٦٤/ ١٤٩: ١٥٠).
(٢) رواه مسلم (١٨٣).
(٣) رواه البخاري (٧٥١٠)، ومسلم (١٨٣) واللفظ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>