٣ - ويقول سبحانه: إن ما بين يدى النبي - صلى الله عليه وسلم - هو قرآن وذكر من عند الله؛ لينذر به الأحياء جميعًا: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (٦٩) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (٧٠)} [يس: ٦٩, ٧٠].
٤ - ويزكي القرآن النبي - صلى الله عليه وسلم - في أنه يبلغ القرآن بكل أمانة؛ فهو لا ينطق عن الهوى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣)} [النجم: ٣].
٥ - ولو لبى النبي - صلى الله عليه وسلم - طلب هؤلاء وأمثالهم حيث طلبوا منه أن يأتي بقرآن غير هذا، أو قال على الله ما لم يقله الله - وحاشاه ذلك - سيصير الأمر إلى ما تدل عليه الآيات:{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}[يونس: ١٥]، وقال تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (٤٤) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ} [الحاقة ٤٤, ٤٥]. ولا شك أن وظيفة النبي - صلى الله عليه وسلم - هي تبيين الذكر للناس، وتبيين ما اختلف فيه أهل الكتاب وإنذارهم به، فما عليه - صلى الله عليه وسلم - إلا البلاغ، قال تعالى:{بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[النحل: ٤٤].