للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك أن كل أحد عند احتضاره ينجلي له ما كان جاهلًا به فيؤمن به، ولكن لا يكون ذلك إيمانًا نافعًا له إذا كان قد شاهد الملك كما قال تعالى في أول هذه السورة: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ} [النساء: ١٨]، وقال تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (٨٤) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (٨٥)} [غافر: ٨٤, ٨٥] ولا يلزم من إيمانه في حالة لا ينفعه إيمانه أن يصير بذلك مسلمًا. . . الأثر - إلى قول ابن عباس -: ولو تردى من شاهق، أو ضُرب بسيف، أو افترسه سبع؛ فإنه لا بد أن يؤمن بعيسى، فالإيمان به في مثل هذه الحالات ليس بنافع، ولا ينقل صاحبه عن كفره لما قدمنا، والله أعلم (١).

* * * *


(١) تفسير الطبري (٦/ ٢١)، تفسير ابن كثير (٤/ ٣٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>