للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خامدة وثالثها: أن حرارة النار ليست بطبعها فالأجزاء الملاصقة لأبدان الكفار يجعلها الله عليهم محرقة مؤذية والأجزاء الملاصقة لأبدان المؤمنين يجعلها الله بردًا وسلامًا عليهم). (١)

قلت: وهذا على صحة الأدلة التي ذكروها ولكن فيها كلام تقدم ذكره.

المعني السابع: الورود بمعنى يراها الجميع ثم يصدر عنها المؤمنون بأعمالهم.

والدليل على ذلك:

١ - حديث ابن مسعود: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا}، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يرد الناس النار كلهم، ثم يصدرون منها بأعمالهم". (٢)


(١) تفسير الفخر الرازي (٢١/ ٢٤٣: ٢٤٤) بتصرف، وانظر: الجامع لأحكام القرآن (١١/ ١٤٥) وإليه ذهب القرطبي.
(٢) الحديث أخرجه الترمذي (٣١٦٠)، والطبري في التفسير (١٩/ ١١١) من حديث يحيى بن سعيد، وأخرجه أحمد (١/ ٤٣٣)، الترمذي (٥/ ٣١٧) من حديث عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما - يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي - عن شعبة عن السدي عن مرة الهمداني عن عبد الله بن مسعود {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} قال: يردونها، ثم يصدرون منها بأعمالهم).
ومن طريق يحيى، وطريق عبد الرحمن بن مهدي قال: (يدخلونها، أو يلجونها، ثم يصدرون منها بأعمالهم) موقوفًا. أخرجه أحمد (١/ ٤٣٥) من حديث عبد الرحمن بن مهدي، وأخرجه الحاكم (٢/ ٣٧٥)، والترمذي (٣١٥٩)، والدارمي (٢٨١٠) من حديث عبيد الله بن موسى كلاهما - عبد الرحمن بن مهدي وعبيد الله بن موسى - عن إسرائيل، عن السدي، قال: سألت مُرَّة الهمداني عن قول الله عز وجل {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} فحدثني أن عبد الله بن مسعود حدثهم، قال: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَرِدُ النَّاسُ النَّارَ ثُمَّ يَصْدُرُونَ مِنْهَا بِأَعْمَالهِمْ فَأَوَّلُهُمْ كَلَمْحِ الْبَرْقِ ثُمَّ كَالرِّيحِ ثُمَّ كَحُضْرِ الْفَرَسِ ثُمَّ كَالرَّاكِبِ فِي رَحْلِهِ ثُمَّ كَشَدِّ الرَّجُلِ ثُمَّ كَمَشْيِهِ" هذا حديث عبيد الله بن موسى مرفوعًا. قلت: فالحديث جاء مرفوعًا من حديث إسرائيل، وموقوفًا من حديث شعبة، وقد أخرجه عبد الرحمن بن مهدي على الوجهين، وقال لشعبة: إن إسرائيل رفعه، قال شعبة: وقد سمعته من السدي مرفوعًا، ولكني عمدًا أدعه - جامع الترمذي (٥/ ٣١٧)، وقال الترمذي عن المرفوع هذا حديث حسن. قلت: لأن مدار الحديث على السدي - وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة - وهو صدوق يهم كما قال الحافظ بن حجر في التقريب (١/ ٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>