للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على ابتعاده عنهم لسبب أو لأسباب أو لطلب العزلة فقط، وإذا صح وثبت أن ابتعادها كان لعبادة الله؟ يثبت أنها لم تنبذ لمشاجرة (١).

أمّا قوله: أن القرآن ذكر أنها كانت في أورشليم، مع أن الإنجيل ذكر أنها سكنت الناصرة فالجواب:

١ - جاء في إنجيل يعقوب: أن مريم وهي في سن الثالثة: ذهبت بها أمها بصحبة أبيها إلى "أورشليم" وسلماها إلى كهنة هيكل سليمان، وكانت علامات السرور تبدو عليها. ثم تركاها ورجعا إلى أورشليم، وعاشت مع الراهبات المنذورات إلى أن حبلت.

٢ - وإن أنت نظرت في خريطة فلسطين. تجد (حبرون) أسفل (أورشليم) وقريبة منها، وتجد الناصرة على نفس الخط وبعيدة عن (أورشليم). فتكون أورشليم غرب الناصرة، وشرق (حبرون).

٣ - وقد تبيّن أن "الناصرة" من نصيب سبط (زبولون) - وهو من أسباط (السامريين) - وهي من سبط (يهوذا) - على حدّ زعمه! - فكيف تكون من سكان الناصرة؟ !

وإذا كانت من سكان (الناصرة) فلماذا أتت إلى أورشليم لتعدّ مع سكانها، وسكان أورشليم من سبطى (يهوذا) (وبنيامين)؟ ! فالحق ما قاله القرآن أنها كانت (هارونية). ومعلوم أن زكريا وامرأته ويوحنا المعمدان كانوا من التابعين لأهل (أورشليم) (٢).

* * *


(١) حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين (صـ ٤٧٥).
(٢) المصدر السابق (صـ ٤٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>