للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا الاعتراض: هو أن كون الملك عمري أول من بني مدينة (السامري)، أمر ليس مقطوعًا بصحته، بل ذهب قاموس (الكتاب المقدس) إلى احتمال أن الملك عمري أصلح بناء المدينة وهذا يقول الكتاب المقدس، فماذا تقول أنت؟

السامرة: اسم عبراني معناه: (مركز الحارس).

١ - عاصمة الأسباط العشرة أثناء أطول مدة في تاريخهم وقد بنيت المدينة أو أصلح بناؤها أيام عمري بن آخاب ملك إسرائيل (٨٧٦ - ٨٤٢) ق. م على ما تل اشتراه بوزنتين من الفضة (أي: نحو ألف جنيه مصري) وكان صاحب الأرض اسمه (شامر) الذي يعني: (مراقب) أو حارس، فقوله: (بنيت) أو أصلح بناؤها يفيد احتمالًا وهو أن المدينة موجودة من قبل، وربما كانت مهدمة أو قديمة فأعاد الملك بناءها.

والذي يدل على أن المدينة قديمة وموجودة قبل الملك عمري هذا النص في سفر الملوك الأول (١٣/ ٣٢) لأنه تمامًا سيتم الكلام الذي نادى به بكلام الرب نحو المذبح الذي في بيت إبل، ونحو جميع بيوت المرتفعات التي في مدن السامرة، وهذا الكلام ذكر قبل ثلاثة إصحاحات من ذكر بناء الملك عمري للمدينة، فكيف يقول: (في مدن السامرة) ولم تكن المدينة قد بنيت بعد.

فإما أن يقولوا: إن هذا تحريف في الكتاب المقدس أو يقروا أن المدينة موجودة قبل الملك عمرى ولا يعرف زمن بنائها ولا يستطيع أحد أن يحدد في هذا الاحتمال أن المدينة لم تكن موجودة في زمن موسى - عليه السلام -، ولربها أنها موجودة قبل موسى - عليه السلام - أيضًا وهذا ما لا يمكن الجزم به. فإذن سقط الاعتراض من أساسه. . . والحمد لله (١).

* * *


(١) حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين، وانظر: التحرير والتنوير (٦/ ٢٧٧: ٢٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>