الثالث: ورد في الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رد على المعترض فقال: إن كل من أحب أن يعبد من دون الله فهو مع من عبده، إنهم إنما يعبدون الشياطين، ومن أمرهم بعبادته" فأنزل الله تعالى تصديقًا لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (١٠١) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ (١٠٢) لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [الأنبياء: ١٠١ - ١٠٣].
فانظر إلى هذا الجواب المفحم الذي لم يترك للمجادل مجالًا للتمادي بالباطل، حيث أعلمه أن من ذكر لم يأمروهم بعبادتهم، وأنهم إنما يعبدون الشياطين، وأنهم لو أمروهم بذلك أو حبذوا ذلك منهم لكان الحكم عامًا فيهم. (١)
* * * *
(١) رد شبهات حول عصمة النبي - صلى الله عليه وسلم - (١/ ١٢٦) تأليف: عماد الشربيني.