للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَتَّى جَاوَزَتِ الوادي، ثُمَّ أَتَتِ الْمَرْوَةَ، فَقَامَتْ عَلَيْهَا وَنَظَرَتْ هَلْ ترَى أَحَدًا، فَلَمْ تَرَ أَحَدًا، فَفَعَلَتْ ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ - قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فَذَلِكَ سَعْىُ النَّاسِ بَيْنَهُمَا". (١)

عن ابن عباس رفعه قال: لما أتى إبراهيم خليل الله المناسك عرض له الشيطان عند جمرة العقبة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثانية فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثالثة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، قال ابن عباس: الشيطان ترجمون وملة أبيكم تتبعون. (٢)

وعن يزيد بن شيبان قال: كُنَّا في مَوْقِفٍ لنَا بِعَرَفَةَ يُبَاعِدُهُ عمرو بن دينارٍ مِنْ مَوْقِفِ الإِمَامِ جدًا فأتانًا ابْنُ بزيغ الأَنْصَارِيُّ فقال لنا: إنِّي رَسُولُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إليكُمْ إنَّ رَسُولَ الله يأمُرُكُمْ أنْ تَقِفُوا عَلَى مَشَاعِرِكُم هذه فإنَّكُمْ على إِرْثٍ مِنْ إِرْثِ أبيكُمْ إبْرَاهِيمَ - عليه السلام -. (٣)

قال تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (٩٦) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (٩٧)} [آل عمران: ٩٦، ٩٧]، وقال تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (٢٧)} [الحج: ٢٧].

قال ابن كثير: ثم ذكر أن البيت إنما أسس لمن يعبد الله وحده لا شريك له، إما بطواف أو صلاة، فذكر في سورة الحج أجزاءها الثلاثة: قيامها، وركوعها، وسجودها، ولم يذكر العاكفين لأنه تقدم {سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ} وفي هذه الآية الكريمة ذكر الطائفين والعاكفين، واجتزأ بذكر الركوع والسجود عن القيام؛ لأنه قد علم أنه لا يكون ركوع ولا


(١) أخرجه البخاري (٣٣٦٤).
(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك ١/ ٦٣٨، ومن طريقه البيهقي ٥/ ١٥٣ من طريق إبراهيم بن طهمان ثنا الحسن بن عبد الله، عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن عباس به. وصححه الألباني في صحيح الترغيب (١١٥٦).
(٣) حسن. أخرجه الشافعي في مسنده صـ ٢٤١، والحميدي في مسنده (٥٧٧) وأحمد في مسنده ٤/ ١٣٧، أبو داود (١٩١٩)، ابن أبي شيبة في مصنفه ٣/ ٣٤٥، والنسائي في سننه ٥/ ٢٥٥، والترمذي في سننه (٨٨٣) كلهم من طرق عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عمرو بن عبد الله بن صفوان عن يزيد بن شيبان به. صححه الألباني في صحيح أبي داود (١٦٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>