والحج في الإسلام ليس لجمع الإتاوات ولا لإثراء رجال الدين، إنما هو سياحة روحية وبدنية لبيت الله الحرام وتلبية لنداء الحق على لسان إبراهيم - عليه السلام - {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (٢٧)} [الحج: ٢٧]، فهو إحياء للحنيفية الحقة وإقصاء ما علق بها من شوائب الوثنية الجاهلية.
فالحج في الإسلام إحياء الحنيفية الحقة وإحياء لحج الأنبياء من قبل، فلسنا بدعًا في الحج فهو شريعة الله لرسله، ولكن اليهود والنصارى ضيعوا شريعة الله وألبسوها ثوب الزور والبهتان.
٢ - ومن أكبر الفوارق بين الحج كما دان به بنو إسرائيل وبين فريضته التي دان بها الإسلام أن مواسم الحج الإسرائيلية كلها مواسم زرع وحصاد. . . وفي جميع هذه الزيارات تؤدى الإتاوة لكهان الهيكل (ولا تظهروا أمامي فارغين).
٣ - ومن سخافات المبشرين والمستشرقين أنهم يأخذون على الإسلام رمي الجمرات وينسون أن شعائر الضحية كما يرتبها الكهان الإسرائيليون تتجاوز الاعتراف بوجود الشيطان إلى تقديم القربان إليه، فإذا كان يوم الكفارة جاءوا بجديين وفضلوا أحدهما بالقرعة فتقربوا به إلى الله ثم تقربوا بالآخر إلى عزازيل أي الشيطان، وأبعد من ذلك عن نزاهة التوحيد أنهم يتصورون الذبيحة طعامًا للإله - عز وجل -، فيقولون إنه سبحانه يتنسم رائحة الرضى وإنها سرور له ومتاع، ومحال أن يدخل في عقل عاقل أن من التشريع الإسلامي أن يتقرب العبد بقربانين، أحدهما للإله والآخر لروح الشر المناوئة للإله، فإن الإسلام رفض