للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى لا يستحي أن يأمركم، بما فيه الخير لكم، والرفق لرسوله كائنًا ما كان (١).

٥ - وأراد سبحانه وتعالى أن يبين لهم أدبهم مع زوجاته - صلى الله عليه وسلم - فقال: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}.

٦ - ليس أمرُ الله لنساء النبي بالحجاب عن الصحابة وغيرهم من الرجال اتهام لهن أنهن قبل الحجاب كُنَّ يتصرفن بما لا يليق كما زعم الملحدون، بل هذا الأمر عصمة لهن وعصمة للصحابة وحفاظًا من الله - عز وجل - لحياء هذه الأمة.

٧ - هذا الأمر من الله لهن بالحجاب ليفعلنه وتفعلنه باقي نساء الأمة، فلو كانت الفتنة مأمونة بين نساء النبي وبين صحابته فهي ليست مأمونة مع غيرهن، فلكي لا يحتجَّ محتجٌ أن نساء النبي لم يكن متحجبات أمرهن الله - عز وجل - بالحجاب سدًا للذريعة، وحفظًا من خدش حياء هذه الأمة.

٨ - إن من أسباب الحجاب أن عمر قال لسودة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -: انظري يا سودة كيف تخرجين، فوالله لا تخفين علينا (٢).

وقد قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو أمرت نساءك بالحجاب؟ فنزلت آية الحجاب" (٣)، وكذلك حرصًا من عمر على نزول الحجاب، فكيف تقولون بعد ذلك أن هناك تصرفات لا تليق بين زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه؟ ألا سحقًا لكم وبعدًا.

٩ - لا يخفى على أحد خطورة التبرج، وأن التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء، وأبعد عن الفاحشة وأسبابها، وأشار سبحانه إلى أن السفور وعدم التحجب خبث ونجاسة، وأن التحجب طهارة وسلامة، ولا شك أن من الناس البر والفاجر، والطاهر والعاهر؛ فالحجاب يمنع بإذن الله من الفتنة، ويحجز دواعيها، ولما علم الله - عز وجل - المفاسد التي تترتب على اختلاط النساء بالرجال حرم ذلك، وأمر أن يكون هناك حجاب أو ساتر حين يريد رجل مقابلة امرأة أجنبية لطلب متاع أو سؤال حاجة، والعلة من فرض الحجاب طهارة قلوب


(١) تفسير السعدي (٦٧٠).
(٢) أخرجه البخاري (١٤٦)، مسلم (٢١٧٠).
(٣) أخرجه البخاري (٤٧٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>