للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استطالة بسلطان مطاع. لم يفد. ولم يورث آله، ولم يجعل لذريته وعشيرته ميزة من ميزات الدنيا ونعيمها وسلطانها. وحرم على نفسه ما أحلّ لآحاد الناس من أتباعه، وألغى ما كان لقبيلته من تقدم على الناس في الجاهلية حتى جعل العبدان والأحابيش سواسية وملوك قريش. لم يمكن لنفسه ولا لذويه. وكانت لذويه بحكم الجاهلية صدارة غير مدفوعة، فسوّى ذلك كله بالأرض أي قولة بعد هذا تنهض على قدمين لتطاول هذا المجد الشاهق أو تدافع هذا الصدق الصادق؟ لا خيرة في الأمر، ما نطق هذا الرسول عن الهوى .. وما ضلّ وما غوى .. وما صدق بشر إن لم يكن هذا الرسول بالصادق الأمين. (١)

٥ - أي الناس أولى بنفي الكيد عن سيرته من "أبي القاسم" - صلى الله عليه وسلم - الذي حول الملايين من عبادة الأصنام الموبقة إلى عبادة الله رب العالمين، ومن الضياع والانحلال إلى السموّ والإيمان، ولم يفد من جهاده لشخصه أو آله شيئًا مما يقتتل عليه طلاب الدنيا من زخارف الحطام؟ ". (٢)

٦ - كان محمد - صلى الله عليه وسلم - يملك حيويته ولا تملكه حيويته. ويستخدم وظائفه ولا تستخدمه وظائفه. فهي قوة له تحسب في مزاياه، وليست ضعفًا يعد في نقائصه. لم يكن - صلى الله عليه وسلم - معطل النوازع ولكنها لم تكن نوازع تعصف به. (٣)

* * *


(١) المرجع السابق (١٨٣: ١٨٦).
(٢) محمد في حياته الخاصة (ص ١٢).
(٣) محمد في حياته الخاصة (٣٩، ٤٠)، ويمكن للقارئ أن يرجع للكتاب نفسه "محمد في حياته الخاصة"، فهو بمجمله يمكن أن يعدّ شهادة قيّمة على حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - العائلية الخاصة.

<<  <  ج: ص:  >  >>