للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا رجعت إلى السماوات فهل بقيت أبوابها مفتوحة كل هذه المدة؟ ! وهل رأوا باطن السماوات بوجه حسن؟ ! فماذا يقول القسيسون في هذه التساؤلات؟ ! إذن فالاعتراض على معجزة انشقاق القمر لمحمد - صلى الله عليه وسلم - اعتراض باطل ولا قيمة له.

أما عن قولهم بأن ذلك مغاير للأفلاك،

إضافة إلى ما سبق بيانه من إثبات وقوع هذه المعجزة نقول:

الله أكبر، مَن الذي خلق الأفلاك السماوية أليس الله؟ بلى، إذن هو قادر على أن يغيرها {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢)}، فانشقاق القمر انشقاق حسي، انفلق فرقتين، ورآه الناس وشاهدوه، ولكن المكابر المعاند لا يقبل شيئًا، ولهذا قال: {وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا} {آيَةً} نكرة في سياق الشرط، أي آية يرونها يعرضون عنها ولا يقبلونها.

ونحن نؤمن بأن القادر على أن يطوي السماوات بيمينه كطي السجل للكتب، قادر على أن يفرق القمر فرقتين، ولا شيء يعجزه {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (٤٤)} [فاطر: ٤٤]، ولهذا لا وجه لإنكار من أنكر ذلك. (١)

وأخيرًا: إليكم هذا النبأ الهام من وكالة ناسا الفضائية

أما في عصرنا الراهن فنجد في موقع وكالة ناسا الفضائية الأمريكية على شبكة (الإنترنت) صورة لصدع طولي رهيب على سطح القمر يظهر بوضوح من الصورة في أعلى المقال يمتد لمئات الكيلومترات، عبارة عن حزام من الصخور المتحولة، وكاتب المقال يتساءل:

What could cause along crack on tha moon?

أي ما الذي يمكن أن يحدث شقًا بهذا الطول في القمر؟

والكيفية التي طرح بها السؤال تبين بجلاء حيرة العلماء في تفسير تكون هذا الشق، وهو ما ينم عن حدث عظيم تعرض له القمر ترك هذا الأثر المحيّر، ولو كان سببه زلزالًا عاديًا أو بركانًا لما استغلق على العلماء فهمه كل هذه المدة إذ إنه اكتشف منذ أكثر من ٢٠٠ عام كما يذكر موقع وكالة ناسا.


(١) تفسير القرآن للعثيمين (١٢/ ٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>