للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنصارى يدعون أن يوم الأحد يوم قيامة المسيح، وهذا أيضًا معتقد خاطئ؛ فالمسيح لم يصلب، ولم يدفن ولم يقم من قبره في اليوم الثالث كما يزعمون، ولو سلمنا جدلًا بهذه المسألة لوجدنا أن قيامة المسيح لم تكن بعد ثلاثة أيام حيث يعتمد المسيحيون على بيان أن المسيح مكث في قبره ثلاثة أيام على ما ورد في الأناجيل على لسان المسيح وهو بين تلاميذه.

وذلك حين طلب الكتبة والفريسيون من المسيح عليه السلام: "حِينَئِذٍ أَجَابَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتبة وَالْفَرِّيسِيِّينَ قَائِلِينَ: "يَا مُعَلِّمُ، نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَةً". ٣٩ فَأَجابَ وَقَالَ لهُمْ: "جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلَا تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلَّا آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ. ٤٠ لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الحُوتِ ثَلاثةَ أيَّامٍ وَثَلاثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاثةَ أيَّامٍ وَثَلاثَ ليال." (متي ١٢/ ٣٨: ٤٠).

يقول المسيحيون إن هذا إخبار من المسيح بأنه سيمكث في قبره هذه لمدة المذكورة. ولكننا إذا رجعنا إلي الأناجيل ورواياتها عن الصلب والقيامة لوجدنا استحالة هذه النبوءة لأنه لكي يتحقق يجب أن يبقى المصلوب في بطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ، ولكن إذا رجعنا إلى روايات الأناجيل لوجدنا أن المصلوب أُنزل من على الصليب مساء الجمعة. (مرقس ١٥/ ٤٢: ٤٦).

ولقد اكتشف التلاميذ قيامته فجر الأحد. (متى ٢٨/ ١: ٦).

وبعملية حسابية بسيطة نجد أن عدد الأيام التي قضاها الميت في بطن الأرض (في القبر) تساوي يومًا واحدًا (يوم السبت)، وعدد الليالي التي قضاها تساوي ليلتين على أحسن الفروض. (١)

وعلى هذا نقول كيف يعتقد النصارى أن المصلوب قام من قيامته بعد ثلاث أيام فيكون ذلك يوم الأحد ليسمونه يوم القيامة؟ .

* * *


(١) المسيح في مصادر العقائد المسيحية (١٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>