للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر. (١)

فمعناها أي حق الله وتقواه وذلك بدوام خشيته ظاهرًا وباطنًا والعمل بموجبها. (٢)

وقال مجاهد: أن تُجاهدوا في سبيل الله حق جهاده ولا تأخذكم في الله لَوْمَةُ لائمٍ وتقوموا لله بالقسط ولو على أنفسكم وآبائكم وأبنائكم. (٣)

وحق التقوى أيضًا: استفراغُ الوُسعِ في القيام بالموجبات واجتنابِ المحارم. (٤)

وذكر الماوردي في تفسيره هذه الآية أربعة أقاويل:

الأول: هو أن يُطَاع فلا يُعْصى، ويُشْكَر فلا يكفر ويُذْكَر فلا يُنْسى، قاله ابن مسعود، والحسن، وقتادة.

الثاني: اتقاء جميع المعاصي.

والثالث: هو أن يعترفوا بالحق في الأمن والخوف

والرابع: هو أن يُطَاع، ولا يُتَّقى في ترك طاعته أحدٌ سواه (٥).

أما عن الآية الثانية وهي قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} (التغابن: ١٦) أي ما أطقتم وبلغ إليه جهدكم. (٦)

كما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا أَمَرْتكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وما نَهَيْتكمْ عَنْه فَاجْتَنِبُوهُ". (٧)


(١) إسناده صحيح. أخرجه ابن أبي حاتم (١٠٧٩)، وعبد الرزاق في التفسير (١/ ١٢٩)، والطبري في التفسير (٧٥٣٧)، والطبراني في الكبير (١/ ١٢٩)، والحاكم (٢/ ٢٩٤) عن ابن مسعود مرفوعا ثم قال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه كذا، والأظهر أنه موقوف. قاله ابن كثير في تفسيره (٣/ ١٣٠).
(٢) تفسير القاسمي (٤/ ١٦٨).
(٣) تفسير البغوي (١/ ١٣٣).
(٤) تفسير أبو السعود (٢/ ٦٥)، والكشاف (١/ ٣٩٤)، والبقاعي (٢/ ١٣٠)، والبحر المحيط (٣/ ١٩).
(٥) النكت والعيون (١/ ٤١٣).
(٦) تفسير القنوجي (١٤/ ١٧٢)، والشوكاني في فتح القدير (٥/ ٣٣٩)، وتفسير ابن كثير (١٤/ ٢٤)، والفخر الرازي (٣٠/ ٢٧)، والمراغي في تفسيره (٢٨/ ١٣١).
(٧) أخرجه البخاري (٧٢٨٨)، ومسلم (١٣٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>