للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عسلًا فتواصيت أنا وحفصة أن أيتنا دخل عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - فلتقل إني أجد فيك ريح مغافير (١) أكلت مغافير فدخل على إحداهما فقلت له ذلك فقال: "بل شربت عسلًا عند زينب بنت جحش ولن أعود له فنزلت: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} إلى {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ} لعائشة وحفصة إذ أسر النبي إلى بعض أزواجه. لقوله بل شربت عسلًا". (٢)

٢ - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب العسل والحلواء وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه فيدنو من إحداهن فدخل على حفصة بنت عمر فاحتبس أكثر ما كان يحتبس فغرت فسألت عن ذلك؛ فقيل أهدت لها امرأة من قومها عكة من عسل فسقت النبي - صلى الله عليه وسلم - منه شربة، فقلت: أما والله لنحتالن له فقلت لسودة بنت زمعة: إنه سيدنو منك فإذا دنا منك فقولي أكلت مغافير فإنه سيقول لك لا فقولي له ما هذه الريح التي أجد منك؛ فإنه سيقول لك: سقتني حفصة شربة عسل فقولي له جرست نحلة العرفط وسأقول ذلك وقولي أنت يا صفية ذاك. قالت: تقول سودة: فو الله ما هو إلا أن أقام على الباب فأردت أن أباديه بما أمرتني به فرقا منك فلما دنا منها قالت له سودة يا رسول الله أكلت مغافير؟ قال: لا. قالت في هذه الريح التي أجد منك؟ قال: سقتني حفصة شربة عسل. فقالت: جرست نحلة العرفط فلما دار إلي قلت له نحو ذلك، فلما دار إلى صفية قالت له مثل ذلك، فلما دار إلى حفصة قالت: يا رسول الله ألا أسقيك منه؟ قال لا حاجة لي فيه. قالت: تقول سودة: والله لقد حرمناه قلت لها: اسكتي" (٣).


(١) قال النووي في شرح مسلم (٥/ ٣٣٣) (مغافير) هو جمع مغفور وهو صمغ حلو كالناطف وله رائحة كريهة ينضحه الشجر يقال له العرفط يكون بالحجاز، وقيل: إن العرفط نبات له ورقة عريضة تفترش على الأرض له شوكة حجناء وثمرة بيضاء كالقطن مثل زر القميص خبيث الرائحة قال أهل اللغة: العرفط من شجر العضاة وهو شجر له شوك، وقيل: رائحته كرائحة النبيذ وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكره أن توجد منه رائحة كريهة.
(٢) أخرجه البخاري (٤٩٦٦)، ومسلم (١٤٧٤).
(٣) أخرجه البخاري (٤٩٦٧)، ومسلم (١٤٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>