للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصبح محمد أبتر من ابنه، فأنزل الله تعالى على نبيه - صلى الله عليه وسلم - {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١)} عوضًا يا محمد من نصيبك {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} (١).

قال البيهقي: كذا روي بهذا الإسناد وهو ضعيف والمشهور أن الآية نزلت في أبيه (٢).

القول الرابع: نزلت في عقبة بن أبي معيط، عن شمر بن عطية قال: كان عقبة بن أبي معيط يقول: إنه لا يبقى للنبي - صلى الله عليه وسلم - ولد، وهو أبتر فأنزل الله فيه هؤلاء الآياتِ: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)} عقبة بن أبي معيط {هُوَ الْأَبْتَرُ} (٣).

هذه هي الأقوال المسندة في أسباب نزول هذه الآياتِ وثَم أقوال أخرى قيل نزلت في أبي جهل (٤)، وقيل نزلت في أبي لهب (٥).

وبعد أن ذكر الإمام الطبري - رحمه الله - جملة الأقوال في سبب نزول الآية:

وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر أن مبغض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الأقل الأذل المنقطع عقبه فتلك صفة كل من أبغضه من الناس وإن كانت الآية نزلت في شخص بعينه (٦).

قال الرازي: واعلم أنه لا يبعد في كل أولئك الكفرة أن يقولوا مثل ذلك فإنهم كانوا يقولون فيه ما هو أسوأ من ذلك ولعل العاص بن وائل كان أكثرهم مواظبة على هذا القول فلذلك اشتهرت الروايات بأن الآية نزلت فيه (٧).


(١) البيهقي في دلائل النبوة (٢/ ٦٩).
(٢) فيه جابر الجعفي: ضعيف عند الجمهور ثم هو مدلس وقد عنعن، وفيه عمرو بن شمر الكوفي: قال أبو داود والنسائي متروك، وقال يحيى ليس بشيء وقال البخاري: منكر الحديث (ميزان الاعتدال ٣/ ٢٦٨).
(٣) تفسير الطبري (٣٠/ ٣٢٩)، وفيه ابن حميد أجمع أهل الرأي على ضعفه.
(٤) تفسير ابن أبي حاتم (١٩٥١٦) عن عطاء، تفسير ابن كثير (١٤/ ٤٨٣)، القرطبي (٢٠/ ٢٢٠)، الرازي (٣٢/ ١٣٣)، فتح القدير (٥/ ٧٣٣)، النكت والعيون (٦/ ٣٥٦).
(٥) تفسير ابن كثير (١٤/ ٤٨٣)، تفسير الرازي (٣٢/ ١٣٣)، النكت والعيون (٦/ ٣٥٦).
(٦) تفسير الطبري (٣٠/ ٣٣٠).
(٧) تفسير الرازي (٣٢/ ١٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>