للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبتعبير أوضح: ما تناول جميع أفراده بلا حصر، ومثاله قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (١٣) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (١٤)} (الانفطا ر: ١٣، ١٤).

فكلمة: الأبرار جمع: بر، والفجار جمع: فاجر، جمع معرف بأل الاستغراقية، فتتناول جميع الأفراد الداخلة تحتها بلا حصر؛ فتفيد أن: جميع الأبرار يوم القيامة. في جنات النعيم، وأن جميع الفجار يوم القيامة في نار الجحيم.

والخاص: اسم فاعل من الخصوص، ضد العموم.

وفي الاصطلاح: ما دل على عين محصور. (١)

والعموم والخصوص وصفان نسبيان، يطلقان على اللفظ أو الدليل بالنسبة، فقد يكون اللفظ عاما بالنسبة إلى ما تحته من الأفراد، وخاصا بالنسبة إلى ما فوقه. (٢)

فمرادنا هنا التخصيص، وهو إخراج بعض أفراد العام.

والتخصيص نوعان: الأول: المتصل، والآخر: المنفصل:

فمثال المتصل: قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (العصر ٢، ٣).

فكلمة الإنسان: مفرد معرف بأل الاستغراقية؛ فتتناول جميع الأفراد الداخلة تحته - بلا حصر - فتفيد أن: جميع الناس يوم القيامة في خسر.

وقوله: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} إخراج لبعض أفراد هذا العام، بأداة من أدوات التخصيص، وهي: إلا.

فتفيد أن بعض أفراد الإنسان خارج من هذا الحكم، وهم المؤمنون الآمرون بالمعروف، الصابرون على ذلك.


(١) الأصول من علم الأصول لابن العثيمين (١/ ٣٨)، وانظر: البحر المحيط (٢/ ٣٩٤).
(٢) أصول الفقه الذي لا يسع الفقيه جهله (١/ ٢٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>