٦ - نشرت جريدة التجارب الطبية في عددها ١٠٣٧/ ٤ الصادر في عام ١٩٢٧ م تحت عنوان:(الباكتريوفاج من ذباب البيوت): لقد أطعم الذباب الذي يألف البيوت من مزرعة الجراثيم الممرضة، وبعد حين اختفى أثر الجراثيم التي في الذباب وماتت كلها، وظهرت في الذباب مادة قاتلة للجراثيم تسمى (باكتريوفاج) وهي مادة ذات أثر قوي ضد أربعة أنواع من الجراثيم الممرضة.
كما ذكرت المقالة أن خلاصة من الذباب في محلول ملحي فسيولوجي وجد أنها تحتوي هذا العامل "الباكتريوفاج"، وكذلك مادة أخرى ليست من هذا النوع، ولكنها مفيدة في الدفاع العضوي ضد أربعة أنواع أخرى من الجراثيم الممرضة.
ذكر (بريفيلد) أيضًا، أن الباحث (موفيتش) نجح عام (١٩٤٧ م) في عزل مضادات حيوية من مزرعة للفطور التي تعيش على جسم الذبابة، ووجدها ذات مفعول قوي على جراثيم سلبية لصبغة جرام (مثل جراثيم الزحار والتيفود)، ووجد أن جرامًا واحدًا منها يحفظ أكثر من ألف لتر من اللبن من التلوث بالجراثيم المذكورة.
وفي سنة (١٩٤٨ م) عزل (بريان)، (كوتيس)، (هيمنج)، (جيفيريس)، (ماكجوان)، من بريطانيا، مادة مضادة للحيوية تسمى (كلوتينيزين)، وذلك من أنواع تابعة لفصيلة الفطور التي تعيش في الذبابة، ومن بينها جراثيم الدوسنتاريا والتيفود.
وفي سنة ١٩٤٩ م، عزل (كوماس)، (فارمر) - من إنجلترا- (جريان)، (روث)، (اتلنجر)، (بلانتر) - من سويسرا - مادة مضادة للحيوية تسمى (انياتين)، وذلك من فطور تعيش في الذبابة. وتؤثر هذه المادة بقوة في جراثيم سالبة وجراثيم موجبة لصبغة جرام، وفي بعض الفطور الأخرى، مثل: جراثيم الدوسنتاريا والتيفويد والكوليرا، وتكفي كمية قليلة من هذه المادة المعزولة من جسم الذبابة لقتل أو إيقاف نمو هذه الجراثيم المرضية.
كما تمكن العالمان الإنجليزيان (آينشتاين)، (كوك) والعالم السويسري (روليوس) في عام (١٩٥٠) من عزل مادة أسموها (جافاسين) وذلك من فطر ينتمي إلى نفس الفصيلة