للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشرع أن له قوائم تحمله الملائكة، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ فَإِذَا أنا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ فَلَا أَدْرِي أَفاقَ قَبلي أَمْ جُوزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ". (١)

والعرش في اللغة: عبارة عن السرير الذي للملك، كما قال تعالى عن بلقيس: ولها عرش عظيم. وليس هو فلكًا، ولا تفهم منه العرب ذلك، والقرآن إنما نزل بلغة العرب، فهو: سرير ذو قوائم تحمله الملائكة، وهو كالقبة على العالم، وهو سقف المخلوقات، فمن شعر أمية بن أبي الصلت:

مجدوا الله فهو للمجد أهل ... ربنا في السماء أمسى كبيرًا

بالناء العالي الذي بهر الناس ... وسوى فوق السماء سريرًا

شرجعًا لا يناله بصر العين ... ترى حوله الملائك صورًا

الصور هنا جمع: أصور، وهو: المائل العنق لنظره إلى العلو. والشرجع: هو العالي المنيف، والسرير: هو العرش في اللغة. ومن شعر عبد الله بن رواحة - رضي الله عنه - الذي عَرَّض به عن القراءة لامرأته حين اتهمته بجاريته:

شهدت بأن وعد الله حق ... وأن النار مثوى الكافرينا

وأن العرش فوق الماء طاف ... وفوق العرش رب العالمينا

وتحمله ملائكة شداد ... ملائكة الإله مسومينا. (٢)

وروى أبو داود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله عزَّ وجلَّ من حملة العرش، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام. (٣)


(١) البخاري (٣٣٩٨، ٤٦٣٨، ٦٩١٧).
(٢) البداية والنهاية لابن كثير (١/ ١٢)، لسان العرب (٧/ ١٦٥).
(٣) أبو داود (٤٧٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>