للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسب سبب النزول؛ عن تعيين أسماء من يلعنهم؛ لعل الله أن يتوب عليهم أو يعذبهم في الدنيا بقتلهم، وفي الآخرة بالعذاب الأليم، فإنهم ظالمون وهو ما حدث فعلًا (١).

فعن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم - يوم أحد: "اللهم العن أبا سفيان، اللهم العن الحارث بن هشام. اللهم العن صفوان بن أمية، قال: فنزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} (آل عمران: ١٢٨) فتاب الله عليهم، فأسلموا فحسن إسلامهم (٢).

وتأمل ختام الآية: {فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} والظالمون لعنهم رب العزة بصفتهم دون أسمائهم في أكثر من آية منها: قوله تعالى: {فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} (الأعراف: ٤٤)، وقوله عزَّ وجلَّ: {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} (هود: ١٨)، هذا فضلًا عن الآيات التى تلعن اليهود، وتلعن الكاذبين والكافرين، وتلعن بعض عصاة المؤمنين كالذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات وغيرهم. كقوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} (المائدة: ٦٤)، وقوله سبحانه: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (٧٨)(المائدة: ٧٨) وقوله عزَّ وجلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (١٦١)} [البقرة: ١٦١].

وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} (النور: ٢٣)، وقوله سبحانه: {وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} (النور: ٧) (٣).

ومن الذين لُعنوا في السنة:

إتيان المرأة في دبرها ملعون من فعله لوجوه منها:


(١) القول المفيد (١/ ٢٢٦).
(٢) الترمذي (٣٠٠٤) وقال: حسن غريب، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (٣٠٠٤).
(٣) رد شبهات حول عصمة النبي - صلى الله عليه وسلم - في ضوء السنة النبوية الشريفة (١/ ٧٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>