للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النهي عن استقبال الكعبة بذلك أقوى وأولى (١).

الثاني: ومن الناس من يروى أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تسافروا والقمر في العقرب ومنهم من يروى ذلك عن علي -رضي الله عنه- وإن كان المحدثون لا يقبلونه.

والجواب عليه:

أنه مختلق باتفاق أهل الحديث وهو من كلام المنجمين، وأما رسول رب العالمين فبريء ممن نسب إليه هذا الحديث وأمثاله ولكن إذا بعد الإنسان عن نور النبوة واشتدت غربته عما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- جوز عقله مثل هذا كما يجوز عقل المشركين قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لو حسن أحدكم ظنه بحجر نفعه وهذا ونحوه من كلام عباد الأصنام الذين حسَّنوا ظنهم بالأحجار فساقهم حسن ظنهم إلى دار البوار".

وأما الرواية عن علي أنه نهي عن السفر والقمر في العقرب فمن الكذب على علي -رضي الله عنه- والمشهور عنه خلاف ذلك وعكسه وانه أراد الخروج لحرب الخوارج فاعترضه منجم فقال يا أمير المؤمنين لا تخرج فقال لأي شيء قال إن القمر في العقرب فإن خرجت أصبت وهزم عسكرك فقال علي -رضي الله عنه- ما كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا لأبي بكر ولا لعمر منجم بل أخرج ثقة بالله وتوكلا على الله وتكذيبًا لقولك فما سافر بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سفرة أبرك منها قتل الخوارج وكفي المسلمين شرهم ورجع مؤيدًا منصورًا فائزًا وقال علي لأصحابه لولا أن تنكلوا لحدثتكم بما لكم عند الله في قتلهم فكان هذا الظفر ببركة خلاف ذلك المنجم وتكذيبه والثقة بالله رب النجوم والاعتماد عليه وهذه سنة الله فيمن لم يلتفت إلى النجوم ولا بني عليها حركاته وسكناته وأسفاره وإقامته كما أن سنته نكبة من كان منقادا لأربابها عاملًا بما يحكمون له به.


(١) قلت: هذا الحديث نهى أن يبول الرجل وفرجه باد إلى الشمس والقمر. قال الألباني: باطل انظر: السلسلة الضعيفة (٩٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>