شيء ومساويًا لعلم الآب في كل شيء. هذا، ولما لم يكن العلم من صفات الجسد، فلا يجري فيه عذر أساقفة النصارى المشهور بأنه" نفى العلم باعتبار جسميته وناسوته"! لأن العلم ليس من صفات الجسد بل من صفات الروح. فظهر من ذلك بشريته المحضة عدم وجود أي طبيعة إلهية في المسيح -عليه السلام- إذ لو وجدت لما جهل هذه الأمور.
وفي إنجيل مرقس (١١/ ١٢ - ١٤): (وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع، فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئًا فلما جاء إليها لم يجد شيئًا إلا ورقًا لأنه لم يكن وقت التين فأجاب يسوع وقال لها: لا يأكل أحد منك ثمرًا بعد إلى الأبد وكان تلاميذه يسمعون).
هذا النص يبين أن سيدنا عيسى -عليه السلام- لما رأى الشجرة من بعيد، لم يدر ولم يعلم أنها في الواقع غير مثمرة، بل توقّع لأول وهلة أن تكون مثمرة، لذلك ذهب باتجاهها، لكن لما اقترب منها ظهر له أنها غير مثمرة فعند ذلك غضب عليها ولعنها! . وفي هذا عدة دلائل واضحة على نفي إلهية عيسى -عليه السَّلام-:
أولًا: عدم علمه منذ البداية بخلو الشجرة من الثمر يؤكد بشريته المحضة؛ لأن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
وثانيًا: كونه جاع تأكيد آخر أنه بشر محض، يحتاج للغذاء للإبقاء على حياته، فإن قالوا بأنه جاع بحسب ناسوته، قلنا أفلم يكن لاهوته قادرًا على إمداد ذلك الناسوت (أي الجسد)؟ ! خاصة أنكم تدعون أن اللاهوت طبيعة دائمة له وحاضرة لا تنفك عنه! ! .
وثالثًا: أنه لما وجد الشجرة غير مثمرة لعنها وبقي جائعًا! ولو كان إلها لكان عوضًا عن أن يلعنها ويبقى جائعًا، يأمرها أمرًا تكوينيا أن تخرج ثمرها على الفور؛ لأن الله لا