للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه، لأن دعاءه كان أن يطلعه الله على حقيقة ما هو فيه لما اشتبه عليه من الأمر. (١)

"جاءني رجلان" في رواية معمر عند أحمد ومرجي بن رجاء عند الطبراني كلاهما عن هشام (آتاني ملكان) وجاء في حديث زيد بن أرقم أن أحدهما جبريل ووقع في رواية أخرى ضعيفة عن ابن سعد في الطبقات. (٢)

(ما وجع الرجل) وفي رواية ابن عيينة "ما بال الرجل"؟ وفيه إشارة إلى أن ذلك وقع في المنام، إذ لو جاءا إليه في اليقظة لخاطباه وسألاه. ويحتمل أن يكون كان بصفة النائم وهو يقظان، فتخاطبا وهو يسمع. وأطلق في رواية عمرة عن عائشة أنه كان نائما، وكذا في رواية ابن عيينة عند الإسماعيلي "فانتبه من نومه ذات يوم" وهو محمول على ما ذكرت، وعلى تقدير حملها على الحقيقة فرؤيا الأنبياء وحي. (٣)

قلت: قد وقع في رواية معمر عند أحمد أيضًا (فاستيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم - من نومه) (مطبوب) قال الحافظ (مطبوب) أي مسحور يقال طب الرجل بالضم إذا سحر يقال: كنوا عن السحر بالطب تفاؤلا كما قالوا للديغ سليم. (٤)

وقال ابن الأنباري: فما نقله الحافظ عنه (الطب من الأضداد يقال لعلاج الداء طب والسحر من الداء ويقال له طب).

وقال أبو عبيد: طُبَّ أي سُحر. (٥)

وقال القرطبي: فيما نقله عنه الحافظ في الفتح: إنما قيل للسحر طب لأن أصل الطب الحذق بالشيء والتفطن له، فلما كان كل من علاج المرض والسحر إنما يتأتى عن فطنة وحذق أطلق على كل منهما هذا الاسم.


(١) الفتح (١٠/ ٢٣٨).
(٢) الطبقات لابن سعد (٢/ ١٥٢).
(٣) الفتح (١/ ٢٣٩).
(٤) الفتح (١٠/ ٢٣٩).
(٥) غريب الحديث (١/ ٢٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>