(٢) حسن لغيره. أخرجه أحمد (٣/ ١٣٣) من طريق إسماعيل السدي، عن أنس بنحوه. وهذا إسناد فيه إسماعيل السدي صدوق يهم ورمي بالتشيع (التقريب ٤٦٣). وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (المجمع ٩/ ٢٥٥). وله شاهد من رواية ابن عباس أخرجه أبن ماجه (١٥١١)، وإسناده ضعيف جدًّا فيه إبراهيم بن عثمان وهو متروك. وله شاهد عند البخاري (٦١٩٤) عن إِسْمَاعِيل بن أبي خالد قال: قُلْتُ لابْنِ أَبِي أَوْفَى: رَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ ابْنَ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ مَاتَ صَغِيرًا، وَلَوْ قُضِيَ أَنْ يَكُونَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - نبي عَاشَ ابْنُهُ، وَلَكِنْ لا نبي بَعْدَهُ. وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة (١٣٥): حديث لو عاش إبراهيم لكان نبيًا. قال النووي: ما روى عن بعض المتقدمين لو عاش إلخ فباطل وجسارة على الغيب. وقال ابن عبد البر: لا أدري ما هذا فقد ولد نوح غير نبي ولو لم يلد النبي إلا نبيا كان كل أحد نبيا لأنهم من ولد نوح. وقال ابن حجر: لا يلزم من الحديث المذكور ما ذكر لما لا يخفى وكأنه سلف النووي وهو عجيب من النووي مع وروده عن ثلاثة من الصحابة وكأنه لم يظهر له تأويله فإن الشرطية لا تستلزم الوقوع ولا يظن بالصحاب الهجوم على مثله بالظن اهـ. وقال الشيخ العلمي: استشكال ابن عبد البر مبني على لفظ "لو عاش إبراهيم لكان نبيًا" لكن لم يكن ينبغي؛ فإن نبيكم آخر الأنبياء؛ فإن قضية هذا امتناع أن يبقى ولا يكون نبيًا، فأما لفظ: لو قضي أن يكون بعد محمد نبي عاش ابنه إبراهيم؛ ولكن لا نبي بعده فقريب وحاصلها أن قائل هذا علم أن الله تعالى أكرم جماعة من الأنبياء؛ بأن جعل من أبنائهم لصلبهم نبيًا أو أكثر، فرأى أن لولا أن الله تعالى جعل محمدًا آخر الأنبياء لقضى أن يعيش ابنه ليكون نبيًا، وكأن هذا هو المقصود من اللفظ الأول والتصرف من بعض الرواة. انتهى من حاشية العلمي على الفوائد المجموعة (صـ ٣٥٤).